قال ابن كثير : وهرب الأمير عبد الله بن الربيع وترك صلاة الجمعة ، وكان رؤوس السودان : وثيق ويعقل ورمقة وحديا وعنقود ومسعر وأبو النار ، فلما رجع عبد الله بن الربيع ركب في جنوده ، والتقى مع السودان ، فهزموه أيضاً ، فلحقوه بالبقيع ، فألقى لهم رداءه يشغلهم فيه ، حتى نجا بنفسه ومن اتبعه ، فلحق ببطن نخل على ليلتين من المدينة ، ووقع السودان على طعام للمنصور كان مخزوناً في دار مروان قد قدم به في البحر ، فنهبوه ونهبوا ما للجند الذين بالمدينة من دقيق وسويق وغيره ، وباعوا ذلك بأرخص ثمن (١).
روى ابن سعد عن خالد بن سمير ، قال : خطب الحجاج الفاسق على المنبر فقال : إنّ ابن الزبير حرّف كتاب الله ، فقال له ابن عمر : كذبت كذبت كذبت! ما يستطيع ذلك ولا أنت معه ، فقال له الحجاج : اسكت ، فإنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك ، يوشك شيخ أن يؤخذ فتضرب عنقه ، فيجرّ قد انتفخت خصيتاه ، يطوف به صبيان أهل البقيع (٢).
روي عن أفلح وخالد بن القاسم قالا : صلى هشام بن عبد الملك على سالم بن عبد الله بالبقيع ، لكثرة الناس ، فلما رأى هشام كثرتهم بالبقيع قال لإبراهيم بن هشام المخزومي : اضرب على الناس بعث أربعة آلاف ، فسمي عام الأربعة آلاف ،
__________________
(١) البداية والنهاية ١٠ / ٩٧.
(٢) الطبقات الكبرى ٤ / ١٨٤.