مظعون ، ولدت قبل مبعث النبي بخمس سنوات ، وتزوجها خنيس بن حذافة ، وهاجرت معه إلى المدينة ، فمات عنها بعد رجوع النبي من غزوة بدر ، ثمّ تزوجها النبي صلىاللهعليهوآله ، وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية ، وصلى عليها مروان ، ودفنت بالبقيع (١).
وروى ابن سعد عن مولاة لآل عمر قالت : رأيت نعشاً على سرير حفصة ، وصلى عليها مروان في موضع الجنائز ، وتبعها مروان إلى البقيع ، وجلس حتى فرغ من دفنها (٢).
قال المحدث القمي : جعفر بن الحسن بن عبد الكريم الشافعي ، مفتي السادة الشافعية بالمدينة المنورة ، كان إماماً وخطيباً ومدرساً بالمسجد النبوي ، له مؤلفات ، أحدها مولد النبي صلىاللهعليهوآله المعروف بمولد البرزنجي ، وجالية الكدر بأسماء أصحاب سيد الملائك والبشر ، وهي منظومة جمع فيها أسماء أهل بدر وأحد ، توفي سنة ١١٧٧ ، ودفن بالبقيع (٣).
كان من الأجواد المبالغين في الإنفاق ، أبقى آثاراً منها : أنه أجرى الماء إلى عرفات من مكان بعيد ، وبنى سور المدينة .. ، قبض عليه قطب الدين مودود بن أتابك سنة ٥٥٨ ه ، بعد أن ولي الأمر ، وسجنه في قلعة الموصل ، إلى أن توفي
__________________
(١) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ٦١.
(٢) الطبقات الكبرى ٨ / ٨٦.
(٣) الكنى والألقاب ٢ / ٧٧ ؛ وانظر : الذريعة ٥ / ٢١ و ٢٢.