روى الهيثمي عن علي أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كنت قاعداً عند النبي صلىاللهعليهوآله عند البقيع ، يعني بقيع الغرقد ، في يوم مطر ، فمرّت امرأة على حمار ومعها مكار ، فمرّت في وهدة من الأرض فسقطت ، فأعرض عنها بوجهه ، فقالوا : يا رسول الله! إنّها متسرولة ، فقال : «اللهمّ اغفر للمتسرولات من أمتي (١) ، يا أيها الناس! اتخذوا السراويلات ، فإنها من أستر ثيابكم ، وحصّنوا به نساءكم إذا خرجن» (٢).
روى البخاري عن أبي ذر ، قال : انطلق النبي صلىاللهعليهوآله نحو البقيع ، وانطلقت أتلوه ، فالتفت فرآني ، فقال : «يا أبا ذر ، فقلت : لبيك يا رسول الله وسعديك وأنا فداؤك ، فقال : إنّ المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا في حقّ ، قلت : الله ورسوله أعلم ، فقال هكذا ثلاثاً ، ثمّ عرض لنا أحد ، فقال : يا أبا ذر ، فقلت : لبيك رسول الله وسعديك ، وأنا فداؤك ، قال : ما يسرّني أنّ أحداً لآل محمد ذهباً فيمسي عندهم دينار أو قال مثقال ، ثمّ عرض لنا واد ، فاستنتل (٣) ، فظننت أنّ له حاجة ، فجلست على شفير ، وأبطأ عليّ ، قال : فخشيت عليه ، ثمّ سمعته كأنه يناجي رجلاً ، ثمّ خرج وحده ، فقلت يا رسول الله ، من الرجل الذي تناجي ، فقال : أو سمعته؟ قلت : نعم ، قال : فإنه جبريل ، أتاني فبشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ..» (٤).
__________________
(١) مجمع الزوائده ٥ / ١٢٢ ؛ كنزالعمال ١٥ / ٤٦٣ ؛ فيض القدير ١ / ١٤٤ ؛ ميزان الحكمة ١ / ٥٣٠.
(٢) مجمع الزوائده ٥ / ١٢٢ ؛ كنزالعمال ١٥ / ٤٦٣ ؛ فيض القدير ١ / ١٤٤ ؛ ميزان الحكمة ١ / ٥٣٠.
(٣) قال الجواهرى فى الصحاح مادة (نتل) : استنتل من الصف ، إذا تقدم أصحابه. واستنتل للأمر : استعدله.
(٤) الأدب المفرد ، البخاري / ١٧٣ ؛ انظر : صحيح ابن حبان ١ / ٤٣٢.