روى ابن أبي شيبة وغيره : أنه كان رسول الله صلىاللهعليهوآله بالبقيع ، فنادى رجل آخر :
يا أبا القاسم! فالتفت إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إني لم أعنك يا رسول الله! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «تسموا باسمي ، ولا تكنوا بكنيتي» (١).
روي عن أبي رافع قال : دخلت مع النبي صلىاللهعليهوآله البقيع ، فسمعته يقول : «لا دريت ولا أفلحت ، فقلت : بأبي وأمي ، ما لي لا أدري ولا أفلح؟! قال : ليس لك ، قلت : بأبي وأمي ، ليس معك غيري ، قال : سمعت صاحب هذا القبر يسأل (عني) ، فقال : لا أدري ، فقلت : لا دريت ولا أفلحت» (٢).
وعن الطبراني عن أبي رافع : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج بالليل يدعو بالبقيع ، ومعه أبو رافع ، فدعا بما شاء الله أن يدعو ، ثمّ انصرف مقبلاً ، فمرّ على قبر ، فقال : «أف أف أف! فقال له أبو رافع : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، ما معك غيري ، فمنّي أففت؟! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا ، ولكنّي أففت من صاحب هذا القبر الذي سئل عنّي فشكّ فيّ» (٣).
__________________
(١) المصنف ٦ / ١٦٢ ؛ وانظر : صحيح البخاري ٣ / ٢٠ ؛ صحيح مسلم ٦ / ١٦٩ ؛ سنن ابن ماجة ٢ / ١٢٣٠ ؛ مسند أبي يعلى ٦ / ٤٢٠ و ٤٣٤ ؛ الطبقات الكبرى ١ / ١٠٦ ؛ صحيح ابن حبان ١٣ / ١٣١ ؛ مسند أحمد ٣ / ١١٤ ، ١٢١ ؛ السنن الكبرى ٩ / ٣٠٨ ؛ أسد الغابة ٥ / ٢٧٤ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد / ٤١٣ ؛ الإصابة ٧ / ٢٧٠ ؛ ناسخ الحديث ومنسوخه / ٣٧٦ ؛ اللمع في أسباب ورود الحديث / ٨٣ ؛ شرح مسلم ١٤ / ١١٢ ؛ فيض القدير ٣ / ٣٢٣ ؛ سبل الهدى والرشاد ١ / ٥٣٦ و ١٠ / ٤٥٤.
(٢) دلائل النبوة ، اسماعيل بن محمد الاصفهاني / ٩٩ ؛ وانظر : المعجم الكبير ١ / ٣٢٥ ، ٣٢٧ (روى نحوه بتفاوت يسير ، وفيه : لا هديت) ؛ اثبات عذاب القبر / ٧٨ ؛ مجمع الزوائد ٣ / ٥٣ ؛ كنز العمال ١٥ / ٧٤٢.
(٣) مجمع الزوائد ٣ / ٥٣.