أحسن منها ، فقال : يا رسول الله ، أصدقة؟ قال : نعم ، قال : دونك هذه الناقة ، قال : فلمزه رجل فقال : هذا يتصدق بهذه ، فوالله لهي خير منه ، قال : فسمعها رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : كذبت ، بل هو خير منك (١).
روى الترمذي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عليهالسلام قال : «كنا في جنازة في البقيع فأتى النبي صلىاللهعليهوآله فجلس وجلسنا معه ، ومعه (عود) ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه إلى السماء فقال : ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مدخلها ، فقال القوم : يا رسول الله ، أفلا نتّكل على كتابنا ، فمن كان من أهل السعادة ، فهو يعمل للسعادة ، ومن كان من أهل الشقاء ، فإنه يعمل للشقاء؟ قال : بل اعملوا ، فكلّ ميسّر ، أما من كان من أهل السعادة فإنه ميسر لعمل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاء فإنه ميسر لعمل الشقاء ، ثمّ قرأ : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى)» (٢) ، ثمّ قال : هذا حديث حسن صحيح (٣).
__________________
(١) تفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٨٩ ؛ مسند أحمد ٥ / ٣٤ ؛ الدر المنثور ٣ / ٢٦٤ ؛ جامع البيان ١٠ / ٢٥٠ ؛ مجمع الزوائد ٣ / ١٢٠.
(٢) سورة الليل : ٥ ـ ١٠.
(٣) سنن الترمذي ٥ / ١١١ ؛ انظر : صحيح البخاري ٢ / ٩٩ و ٦ / ٨٤ و ٨٥ ؛ صحيح مسلم ٨ / ٤٦ ؛ سنن أبي داود ٢ / ٤١١ ؛ مصنف عبد الرزاق ١١ / ١١٥ ؛ مسند أبي يعلى ١ / ٤٣٧ ؛ مسندأحمد ١ / ١٢٩ و ١٣٢ ؛ تفسير الثعالبي ٥ / ٥٥٩ ؛ جامع البيان ٣٠ / ٢٨١ ؛ تفسير القرآن العظيم ٤ / ٥٥٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٨٣ ؛ علل الدارقطني ٤ / ١٦٠ ؛ غريب الحديث ١ / ٣٠٧ ؛ فتح الباري ٨ / ٥٤٤ ؛ كتاب السنة / ٧٥ ؛ حديث خيثمة / ١٨٧ ؛ حز الغلاصم في افحام المخاصم ، شيث بن إبراهيم / ١٠٥ ؛ الديباج على صحيح مسلم ، السيوطي ٦ / ٩ ؛ تحفة الأحوذي ٦ / ٢٨٤ ؛ رياض الصالحين / ٤٢٩ ؛ كنز العمال ١ / ٣٤٢.