أنها عليهاالسلام أوصت إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أن يدفنها ليلاً ، لئلا يصلي عليها من آذاها ومنعها ميراثها من أبيها صلوات الله عليه ، مع أنّ العامة رووا في صحاحهم عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «إنّما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما أغضبها (١)» (٢).
إنّ المأساة أعظم من قضية مطالبتها بإرثها فحسب ، وإن كانت هي جزء من ظلامتها ، ولكن الأعظم هو موقفها الرسالي للدفاع عن أمر الولاية وإثبات ظلم ظالميها إلى أبد الدهر ، كما يظهر ذلك في احتجاجها على مخالفيها ، فتكون المسألة أكبر من مطالبتها بحقها الشخصي.
وكيف ماكان ، فالأقوال في موضع دفنها عليهاالسلام ثلاثة :
روى ابن شبة اخباراً دالة على الدفن بالبقيع ، منها ما رواه عن محمد بن علي ابن عمر : أنه كان يقول : قبر فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع (٣).
وروى الطبري : .. سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة؟ قال : دفناها ليلاً بعد هدأة ، قلت : فمن صلّى عليها؟ قال : علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال ابن عمر : وسألت
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ٤ / ٢١٠ و ٢١٩ ، باب مناقب المهاجرين وفضلهم ؛ صحيح مسلم ٧ / ١٤١ ، باب فضائل فاطمة بنت النبي ؛ سنن الترمذي ٥ / ٣٦٠ ؛ باب ما جاء في فضل فاطمة ؛ فضائل الصحابة ، النسائي / ٧٨ ؛ مصنف بن أبي شيبة ٧ / ٥٢٦ ؛ الآحاد والمثاني ٥ / ٣٦١ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٨ ، ١٥٩ ؛ السنن الكبرى ، النسائي ٥ / ٩٧ ؛ المعجم الكبير ٢٢ / ٤٠٤ ؛ السنن الكبرى ، البيهقي ١٠ / ٢٠١ ؛ الجامع الصغير ٢ / ٢٠٨ ؛ كنز العمال ١٢ / ١٠٦ ، ح ٣٤٢١٥ ؛ ارواء الغليل ٨ / ٢٩٤ و.. (بتفاوت يسير).
(٢) مدارك الأحكام ٨ / ٢٧٩.
(٣) تاريخ المدينة المنورة ١ / ١٠٥.