وقال ابن حجر في رواية مالك بلفظ : فخرج بهم إلى المصلى ، والمراد بالبقيع بقيع بطحان ، أو يكون المراد بالمصلى موضعاً معدّداً للجنائز ببقيع الغرقد ، غير مصلى العيدين ، والأول أظهر ، وقد تقدّم في العيدين أنّ المصلى كان ببطحان (١).
قالوا : كان أبو أمامة أسعد بن زرارة ، أول من جمع بالناس الجمعة بالمدينة ، (قبل مقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢)) ، في هزم من حرة بني بياضة ، في بقيع الخضمات ، وهم أربعون رجلاً (٣).
قال ابن حريم : قلت لوطاً : أكان ذلك بأمر النبي صلىاللهعليهوآله؟ قال : نعم (٤).
قال العلامة الحلي : في (حرة) بني بياضة في بقيع يقال له : بقيع الخصمات .. ثمّ قال : قال الخطائي : (حرة) بني بياضة قرية على ميل من المدينة (٥).
وروي عن الجمهور أنّ مصعب بن عمير جمع في بقيع الخصمات ، والبقيع بطن من الأرض يستنقع فيه الماء مدة ، فإذا انصب الماء (نبت) الكلاء (٦).
أقول : ما ذكره من المعنى ، يناسب أن يكون النقيع لا البقيع ، ولذلك ذكر عدة
__________________
(١) فتح الباري ٣ / ١٥٠.
(٢) مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٣٢٧ ؛ تهذيب الكمال ٢٤ / ٥٠٢.
(٣) انظر : مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٣٢٧ ؛ تهذيب الكمال ٢٤ / ٥٠٢ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٧ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٥٠ / ١٨٦ ؛ منتهى المطلب ، العلامة الحلي ١ / ٣١٩ ؛ المنتقى من السنن المسندة / ٨٢ ؛ معجم البلدان ٥ / ٣٠٢ ؛ البداية والنهاية ٣ / ١٨٥ ؛ عيون الأثر ١ / ٢٠٩ ؛ السيرة النبوية ٢ / ١٨١ ؛ سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٥٢.
(٤) منتهى المطلب ١ / ٣١٩.
(٥) منتهى المطلب ١ / ٣١٩.
(٦) منتهى المطلب ١ / ٣٢٠ ؛ انظر : الشرح الكبير ٢ / ١٧٤.