روى أبو يعلى والهيثمي عن أبي هريرة ، قال : مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بالبقيع على امرأة جاثمة على قبر تبكي ، فقال لها : «يا أمة الله ، اتقي الله واصبري ، فقالت : يا عبد الله ، إني أنا الحرى الثكلى ، فقال : يا أمة الله اتقي الله واصبري ، فقالت : يا عبد الله ، لو كنت مصاباً عذرتني ، فقال : يا أمة الله ، اتقي الله واصبري ، فقالت : يا عبد الله ، قد أسمعت فانصرف عنّي ، قال : فمضى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاتبعه رجل من أصحابه ، فوقف على المرأة ، فقال لها : ما قال لك الرجل الذاهب؟ قالت : قال لي كذا وكذا ، قال : فهل تعرفينه؟ قالت : لا ، قال : ذاك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : فوثبت مسرعة وهي تقول : أنا أصبر ، أنا أصبر يا رسول الله ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الصبر عند الصدمة الأولى ، الصبر عند الصدمة الأولى» (١).
روى الحاكم عن أبي رافع قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل ، فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب ، قال أبو رافع : فبينما النبي صلىاللهعليهوآله يسرع إلى المغرب مررنا بالبقيع ، فقال : «أف لك أف لك ، قال : فكبر ذلك في ذرعي ، فاستأجرت (٢) وظننت أنه يريدني ، فقال : مالك ، امش ، فقلت : أحدثت حدثا؟ قال : ما ذاك؟ قلت : أففت بي ، قال : لا ، ولكن هذا فلان بعثته ساعياً على بني فلان ، فغل نمرة ، فدُرِّع الآن مثلها من نار» (٣).
__________________
(١) مسند أبي يعلى ١٠ / ٤٥٣ ؛ مجمع الزوائد ٣ / ٢ ؛ وانظر : فيض القدير ٤ / ٣٠٨ ؛ الكامل ٣ / ٣٦٨.
(٢) فاستأخرت.
(٣) سنن النسائي ٢ / ١١٥ ؛ انظر : المعجم الكبير ١ / ٣٢٣ ؛ مسند أحمد ٦ / ٣٩٢ ؛ السنن الكبرى ١ / ٣٠٠ ؛ صحيح ابن خزيمة ٤ / ٥٢ ؛ تفسير القرآن العظيم ١ / ٤٣١ ؛ تهذيب الكمال ٢٣ / ٢٣٥.