خلفنا البقيع قال لي : يا ابن عباس! أما والله انّ صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إلا أنا خفناه على اثنين.
قال ابن عباس : فجاء بكلام لم أجد بدّاً من مسألته عنه ، فقلت : ما هما يا أمير المؤمنين؟
قال : خفناه على حداثة سنه ، وحبّه بني عبد المطلب (١)!.
أقول : يلزمه اقراره بأنّ علياً كان أولى الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأما اعتذاره فمردود بما جاء في كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله لعتاب بن أسيد : «ليس الأكبر هو الأفضل ، بل الأفضل هو الأكبر» (٢) ، وقول علي عليهالسلام : «ولقد كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله نقتل آبائنا وأبنائنا وإخواننا وأعمانا ، ما يزيد ذلك إلا إيماناً وتسليماً ومضيّاً على اللقم ، وصبراً على مضض الألم ، وجدّاً في جهاد العدو» (٣).
ذكرناها في بحث الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والبقيع ، فلا نعيد.
روى ابن أبي الحديد : خرج عمر مع رهط من أصحابه ماشين إلى بقيع الغرقد ، فقال لأصحابه : ليتمنّينّ كلّ واحد منّا أمنيته ، فكل واحد تمنى شيئاً ،
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٠ وانظر : ٢ / ٥٧ ؛ مواقف الشيعة ١ / ١٤٨.
(٢) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام / ٥٥٧ ؛ بحار الأنوار ٢١ / ١٢٣ ؛ مكاتيب الرسول ٢ / ٦٦٢.
(٣) نهج البلاغة ١ / ١٠٤ ، كلام ٥٦ ؛ وقعة صفين / ٥٢٠ ؛ شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٤٠ و ٤ / ٣٣ ؛ بحار الانوار ٣٠ / ٥٤٦.
(٤) مستدرك سفينة البحار ١ / ٣٨٦.