وقالوا انه مات في ذي الحجة سنة اثنتين من الهجرة (١) ، وهو أول من دفن بالبقيع (٢).
وروى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود ، قال : ادفنوني في قبر عثمان بن مظعون (٣).
ولقد بسطنا الكلام في ذلك في بحث «أول من دفن بالبقيع» (٤) ، فراجع.
هو أخ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه اسلام ، يكنّى أبا يزيد ، وكان عالماً بأنساب العرب ، فصيحاً ، لطيف الطبع ، حسن المجاورة ، وأخواه الآخران جعفر الطيار وطالب .. روي عن ابن عباس أنه قال علي عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله ، إنك لتحبّ عقيلاً؟ قال : «إي والله ، إني لأحبّه حبّين ؛ حباً له ، وحباً لحبّ أبي طالب له ، وإنّ ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلي عليه الملائكة المقربون» ، ثمّ بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى جرت دموعه على صدره ، ثمّ قال : «إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي» (٥).
ومن أبنائه : مسلم بن عقيل سفير الامام الحسين إلى الكوفة والشهيد بها ، وعبد الله ، ومحمد ، وعبد الرحمن ، وجعفر كلهم من شهداء الطف ، وقال بعض : إن عدد الشهداء بالطف من آل عقيل هم ستة عشر ، يشمل ذلك الأولاد والأحفاد (٦).
__________________
(١) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٢ / ١٧٧.
(٢) انظر : سير أعلام النبلاء ١ / ١٥٤ ؛ فتح الباري ٩ / ٩٦.
(٣) المصنف ٣ / ٢٢٩.
(٤) انظر : صفحة ٣٧ من هذا الكتاب.
(٥) مستدركات علم الرجال ٥ / ٢٥٢ ، رقم ٩٤٥٣.
(٦) انظر : مستدركات علم الرجال ٥ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥.