إن قلنا : انّ بقيع الخبخبة هو بقيع الغرقد ـ كما يظهر ذلك من الطبقات (١) والمستدرك (٢) ، وذكرناه في أول الكتاب ـ ، فيدخل في البحث.
روي عن عائشة أنها قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لجبريل : «إني أحبّ أن أراك في صورتك ، فقال : أو تحبّ ذاك؟ فقلت : نعم ، فواعده جبريل في بقيع الغرقد لمكان كذا وكذا من الليل .. (٣).
روى المتقي الهندي عن الديلمي عن أبي أمامة : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله خرج إلى البقيع ، فتبعه أصحابه ، فوقف وأمرهم أن يتقدموا ، ثمّ مشى خلفهم ، فسئل عن ذلك ، فقال : «إني سمعت خفق نعالكم ، فأشفقت أن يقع في نفسي شيء من الكبر» ، قال : سنده ضعيف (٤).
أقول : النبي صلىاللهعليهوآله أعلى وأعظم من أن يقع في نفسة ذرة من الكبر ، فما روي ضعيف السند والمضمون ، وعلى فرض الصحة يحمل على التعليم.
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٩٧.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٩.
(٣) مسند اسحاق ابن راهويه ٢ / ٤٩١ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد / ٤٣٩ ؛ الدر المنثور ١ / ٩٢.
(٤) كنز العمال ٣ / ٨٣٠ و ١٥ / ٧٤١ ؛ انظر : المعجم الكبير ٨ / ٢١٦ ؛ مسندأحمد ٥ / ٢٦٦ ؛ سنن ابن ماجة ١ / ٩٠ ؛ مجمع الزوائد ١ / ٢٠٨.