أستأذنها أن أدفن مع أخوي فأذنت لي ، وأنا أخشى أن يكون ذلك لمكان السلطان ، فإذا أنا متّ فاغسلني وكفّنّي ثمّ احملني حتى تقف على باب عائشة ، فتقول : هذا عمر يستأذن يقول الخ (١) ، فإن أذنت لي فادفني معهما ، وإلا فادفني بالبقيع ، قال ابن عمر : فلما مات أبي حملناه حتى وقفنا به على باب عائشة ، فاستأذنها في الدخول ، فقالت : ادخل بسلام! (٢).
وروى الحاكم النيسابوري : أنّ عمر بن الخطاب لما طعن قال لعبد الله : اذهب إلى عائشة ، فاقرأ عليها منّي السلام وقل : إنّ عمر يقول لك : إن كان لا يضرك ولا يضيق عليك ، فإنّي أحبّ أن أدفن مع صاحبي ، وإن كان ذلك يضرك ويضيق عليك فلعمري لقد دفن في هذا البقيع من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمهات المؤمنين من هو خير من عمر ، فجاءها الرسول فقالت : إنّ ذلك لا يضرّني ولا يضيق عليّ (٣) ، قال : فادفنوني معهما (٤).
١. لقد ضاق عليها الأمر بعدئذ ، اذ روي أنها اتخذت الجلباب بعد دفن الخليفة في بيتها! روى أبو يعلى والهيثمي أنها قالت : فلما دفن عمر أخذت الجلباب فتجلببت به ، قال : فقيل لها : ما لك وللجلباب؟ قالت : كان هذا زوجي ، وهذا أبي ، فلما دفن عمر تجلببت! ، أضف على ذلك أن الموجود في صدر الخبر أن عمر قال : إذا أنا متّ فاحملوني إلى باب بيت عائشة ، فقولوا لها : هذا عمر بن الخطاب! يقرئك
__________________
(١) كذا في المصدر ، وجاء في تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٤٤٦ : أألج.
(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٦٣ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٢٤٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٤٤٦.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٩٣.
(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٩٣ ؛ انظر : مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٥٨٢ ؛ كنز العمال ١٢ / ٦٨٩ و ٦٩٥.