بالبقيع ، والخدري بضمّ الخاء المعجمة وسكون الدال المهملة منسوب إلى خدره ، واسمه الأبجر بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الجيم وبعدها راء مهملة ، وهو ابن عوف بن الحارث بن الخزرج ، وقيل : خدره أم الأبجر ، والأول أشهر ، وهم بطن من الأنصار (١).
وفي شرح مسند أبي حنيفة : كان من الحفاظ المكثرين ، والعلماء المعتبرين .. (٢). وفي موضع آخر : كان من الحفاظ المكثرين ، والعلماء والفضلاء والعقلاء (٣).
وروى ابن عساكر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال : قال لي أبي : يا بني ، إني قد كبرت سنّي ، وحان مني ، خذ بيدي ، فاتّكأ عليّ حتى جاء البقيع مكاناً لا يدفن فيه ، فقال : إذا هلكت فادفنّي هاهنا ، ولا تضربن عليّ فسطاطاً ، ولا تمشين معي بنار ، ولا تبك عليّ باكية ، ولا تؤذننّ أحداً ، وليكن مشيك بي خبباً. فجعل الناس يأتوني فيقولون : متى نخرج به؟ فأكره أن أخبرهم وقد نهاني ، فقلت : إذا فرغت من جهازه ، فخرجت به صدر يوم الجمعة ، فوجدت البقيع قد ملىء عليّ ناساً (٤).
هو صخر بن حرب بن عبد شمس ، من رؤوس الكفر وأعمدة النفاق ، وهو صاحب هذه المقالة السخيفة لبني أمية ـ والتي تدل بكلّ وضوح على استمرار
__________________
(١) الدرجات الرفيعة / ٣٩٩.
(٢) شرح مسند أبي حنيفة / ٢٠٥.
(٣) شرح مسند أبي حنيفة / ٥٥٣.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٢٠ / ٣٩٧ ؛ انظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٦٤.