عمة النبي صلىاللهعليهوآله ، وهي أم الزبير بن العوام ، وأمام هذه التربة قبر مالك بن أنس الإمام المدني وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء ، وأمامه قبر السلالة الطاهرة إبراهيم ابن النبي وعليه قبة بيضاء ، وعلى اليمين تربة ابن لعمر بن الخطاب اسمه عبد الرحمن الأوسط ، وهو المعروف بأبي شحمة ، وهو الذي جلده أبوه الحد فمرض ومات ، وبأزائه قبر عقيل بن أبي طالب ، وعبد الله بن جعفر الطيار ، وبأزائهم روضة فيها أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ، وبأزائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولادالنبي صلىاللهعليهوآله ، وتليها روضة العباس بن عبد المطلب ، والحسن بن علي ، وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور ، وعن يمين الخارج منه ، ورأس الحسن إلى رجلي العباس ، وقبراهما مرتفعان عن الأرض ، متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق ، مرصعة بصفائح الصفر ، ومكوكبة بمساميره على أبدع صفة وأجمل منظر ، وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم ابن النبي صلىاللهعليهوآله ، ويلي هذه البقعة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويعرف ب «بيت الحزن» .. (١).
ويمرّ ابن بطوطة بعد ابن جبير بما يقرب من ١٥٠ سنة ، فيصف البقيع وصفاً مطابقاً لوصف ابن جبير في تحديد هذه المشاهد والقبب والأضرحة (٢).
مقبرة البقيع كانت متألقة بقبابها ومشاهدها المقدسة ، والتي لا يمتلك من يراها سوى الحديث عنها ، يمرّ عليها ابن جبير فيصف قبري الامام الحسن والعباس بن عبد المطلب فيها فيقول :
«وقبراهما مرتفعان عن الأرض ، متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع
__________________
(١) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ٨ / ٢٦٥.
(٢) المصدر نفسه.