فبعث إلى رجل من أهل الخراج فسقاه السمّ فهلك ، ولما بلغ معاوية موته خطب الناس فقال : كان لعلي يمينان : قطعت إحداهما يوم صفين وهو عمار ، وقد قطعت الأخرى اليوم وهو مالك (١).
ثم حمل جنازته إلى المدينة ، ودفن بها (٢).
قال الحموي : يقال : إنّ معاوية دسّ إليه عسلاً مسموماً ، فأكله فمات بالقلزم ، فقال معاوية : إنّ لله جنوداً من عسل ، فيقال : إنه نقل إلى المدينة فدفن بها ، وقبره بالمدينة معروف (٣).
هو : الإمام مالك بن أنس ، رئيس مذهب المالكية ، أحد المذاهب الأربعة لدى اخواننا أهل السنة ، صاحب كتاب : «الموطّأ».
قال ابن قتيبة : مات سنة تسع وسبعين ومائة ، وله يوم مات خمس وثمانون سنة ، ودفن بالبقيع (٤).
وقال الحطاب الرعيني : ولد بذي المروة موضع من مساجد تبوك على ثمانية برد من المدينة ، هكذا ذكر بعضهم ، وقال القاضي عياض في أول المشارق : انه مدني الدار والمولد والنشأة ، ولا منافاة بينه وبين ما قبله ، لأنّ ذا المروة من أعمال المدينة ، ولد سنة ثلاث وتسعين ، وقيل : سنة أربع وتسعين ، وقيل : سنة ست وتسعين ، وقيل : سنة سبع وتسعين ، وقيل : سنة تسعين ، ودفن بالبقيع ، وقبره به
__________________
(١) انظر : تاريخ الطبري ٥ / ٩٦ ؛ قاموس الرجال ٨ / ٦٤٥.
(٢) مستدرك سفينة البحار ٥ / ٣٥٦.
(٣) معجم البلدان ١ / ٥٣٩ ، (كلمة بعلبك).
(٤) المعارف / ٤٩٩.