روى ابن عساكر عن شريك أنّ الحسن بن علي حمله بعد صلح معاوية والحسن ، فدفنه بالمدينة ، ويقال : حمله فدفنه بالثوبة ، ويقال : دفن بالبقيع مع فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وروى الخطيب البغدادي مضمونه عن الفضل بن دكين (٢).
أقول : هذا قول شاذ لا يعتنى به ، والمشهور البالغ حد التواتر أن موضع قبره الشريف هو بالغري في النجف الأشرف ، كما زاره أحفاده مثل الإمام جعفر الصادق عليهالسلام في ذلك المكان ، وأهل البيت أدرى بما في البيت ، وقد أفرد السيد أبو المظفر غياث الدين عبد الكريم بن أبي الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس الحلي المتوفى سنة ٦٩٢ رسالة مستقلة باسم «فرحة الغري بصرحة الغري» (٣) في ذلك ، وقد أصبح مزاره وضريحه الشريف رمزاً للتضحية والجهاد ، على مدى العصور والأزمان ، وذلك (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(٤).
قال ابن سعد : قالوا : وكان عمروبن سعيد من رجال قريش ، وكان يزيدبن معاوية قد ولاه المدينة ، فقتل الحسين وهو على المدينة ، فبعث إليه برأس الحسين ، فكفنه
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٦٦.
(٢) البداية والنهاية ٧ / ٣٦٥ ، و ٨ / ١٤.
(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٦ / ١٥٩ رقم ٤٣٣.
(٤) سورة التوبة : ٣٢.