رأس النبي إلى السماء يدل على أنه كان في حالة الدعاء والمناجاة مع ربه.
وفي خبر آخر عنها أيضاً عن النبي صلىاللهعليهوآله : «.. بل أتاني جبرئيل عليهالسلام ، فقال : هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب ، لاينظر الله فيها إلى مشرك ، ولا إلى مشاحن ، ولا إلى قاطع رحم ، ولا إلى مسبل ، ولا إلى عاق لوالديه ، ولا إلى مدمن خمر ..» (١).
وذكر الزمخشري في كتاب الفائق : أنّ أم سلمة تبعت النبي صلىاللهعليهوآله فوجدته قد قصد البقيع ، ثمّ رجعت ، وعاد فوجدها فيها أثر السرعة في عودها (٢).
روى الذهبي عن عائشة ، قالت : أتاني حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة النصف من شعبان ، فأوى إلى فراشه ، ثمّ قام فأفاض عليه الماء ، ثمّ خرج مسرعاً ، فخرجت في أثره ، فإذا هو ساجد بالبقيع ، وهو يقول : «سجد لك خيالي وسوادي» (٣).
وروى ابن عساكر أنه خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بقيع الغرقد ، فبينا هو ساجد قال وهو يقول في سجوده : «أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك ، جلّ ثناؤك ، لا أبلغ الثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك» ، فنزل عليه جبريل عليهالسلام في ربع الليل ، فقال : يا محمد ، ارفع رأسك إلى السماء ، فرفع رأسه ، فإذا أبواب الرحمة مفتوحة ، على كلّ باب ملك ينادي : طوبى لمن تعبّد في هذه الليلة ، وعلى الباب الآخر ملك ينادي : طوبى لمن
__________________
(١) الدر المنثور ٦ / ٢٧.
(٢) الفائق في غريب الحديث ١ / ٢٤٩ ؛ بحار الأنوار ٩٥ / ٤١٦.
(٣) ميزان الإعتدال ٤ / ٦٥ ؛ لسان الميزان ٥ / ٤٢٦.