قال أبو عيينة : فلما حال الحول قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : ما فعل الرجل؟ قال : قد جاءنا بالخمسين ألفاً ، فقضيت منها ديناً كان عليّ ، وابتعت منها أرضاً ، ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي ، أما إنّ ذلك سينفع الميت النادم على ما فرط من حبنا ، وضيّع من حقنا ، بما أدخل عليّ من الرفق والسرور (١).
روى الشيخ الطوسي عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن المغيرة وهو بالبقيع ، ومعه رجل ممن يقول : إنّ الأرواح تتناسخ ، فكرهت أن أسأله ، وكرهت أن أمشي فيتعلق بي ، فرجعت إلى أبي ولم أمض ، فقال : يا بني! لقد أسرعت؟
فقلت : يا أبة ، إني رأيت المغيرة مع فلان.
فقال أبي : لعن الله المغيرة ، قد حلفت أن لا يدخل عليّ أبداً.
وذكرت أنّ رجلاً من أصحابه تكلم عندي ببعض الكلام ، فقال هو : أشهد الله أنّ الذي حدثك لمن الكاذبين ، وأشهد الله أنّ المغيرة عند الله لمن المدحضين. ثمّ ذكر صاحبهم الذي بالمدينة ، فقال : والله ما رآه أبي ، وقال : والله ما صاحبكم بمهدي ولا بمهتدي ، وذكرت لهم أنّ فيهم غلماناً أحداثاً ، لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا ، قال : ثمّ قال : ألا يأتوني فأخبرهم؟ (٢).
__________________
(١) الثاقب في المناقب / ٣٧٠ ؛ مدينة المعاجز ٥ / ١٣٦ ؛ بحار الأنوار ٤٦ / ٢٤٥ و ٢٦٧ ؛ مستدرك سفينة البحار ٣ / ٢٦٧.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٤٩٣ ؛ معجم رجال الحديث ، السيد أبوالقاسم الخوئي ١٩ / ٣٠١.