ما بال عينك لا تنام كأنما |
|
كحلت مآقيها بكحل الأرمد |
جزعاً على المهدي أصبح ثاوياً |
|
يا خير من وطىء الحصى لا تبعد |
وجهي يقيك الترب لهفي ليتني |
|
غيبت قبلك في بقيع الغرقد |
بأبي وأمي من شهدت وفاته |
|
في يوم الإثنين النبي المهتدي (١) |
وقال الحميري رحمهالله :
فقال له قوم إن عيسى بن مريم |
|
بزعمك يحيي كلّ ميت ومقبر |
فما ذا الذي أعطيت قال محمّد |
|
لمثل الذي أعطيه إن شئت فانظر |
إلى مثل ما أعطي فقالوا لكفرهم |
|
ألا أرنا ما قلت غير معذر |
فقال رسول الله قم لوصيه |
|
فقام وقِدْماً كان غير مقصر |
ورداه بالمستجاب والله خصّه |
|
وقال اتبعوه بالدعاء المبرّر |
فلمّا أتى ظهر البقيع دعا به |
|
فرجت قبور بالورى لم تبعثر |
فقالوا له يا وارث العلم اعفنا |
|
ومُنَّ علينا بالرضى منك واغفر (٢) |
وقال أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني المعروف بالجوهري ، المتوفى حدود سنة ٣٨٠ ه في رثاء الإمام السبط الشهيد :
وجدي بكوفان ماوجدي بكوفان |
|
تهمي عليه ضلوعي قبل أجفاني |
أرض إذا نفختْ ريح العراق بها |
|
أتت بشاشتها أقصى خراسان |
__________________
(١) السيرة النبوية (لابن هشام) ٤ / ١٠٨٢ ؛ سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٢٨١.
(٢) نهج الإيمان / ٦٤٧.