سجيناً ، ونقل إلى المدينة ، فدفن في رباط كان قد بناه لنفسه في البقيع (١).
قال ابن كثير : يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر ، أنزل الأمير جوبان وولده من قلعة المدينة النبوية وهما ميتان مصبران في توابيتهما ، فصلى عليهما بالمسجد النبوي ، ثمّ دفنا بالبقيع عن مرسوم السلطان ، وكان مراد جوبان أن يدفن في مدرسته ، فلم يمكن من ذلك (٢).
وذكر السيد الأمين عن بعض التواريخ الفارسية المخطوطة أن جوبان كان متصفاً بمحامد الأخلاق ومحاسن الأوصاف ، وعمّر عمارات في طريق مصر والشام وبادية مكة المعظمة ، وعمل خيرات كثيرة ، وأجرى الماء في مكة المعظمة ، وعمل من الخيرات ما لم يعمله غيره ، وكان قتله في هراة سنة ٧٣٨ ، ودفن في البقيع (٣).
روى ابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر قال : لما هاجر خنيس بن حذافة من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر ، قالوا : وآخى رسول الله صلىاللهعليهوآله بين خنيس بن حذافة وأبي عبس بن جبر ، وشهد خنيس بدراً ، ومات على رأس خمسة وعشرين شهراً من مهاجر النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ، وصلى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون (٤).
__________________
(١) انظر : الأعلام ٦ / ٢٧٨.
(٢) البداية والنهاية ١٤ / ١٦٤ ؛ انظر : تاريخ ابن خلدون ٥ / ٤٣٥.
(٣) أعيان الشيعة ٢ / ٣٥٦.
(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٩٢.