وإليك أيها القاريء الكريم ذلك :
لم يكن لرسول الله صلىاللهعليهوآله ولد من غير خديجة إلا إبراهيم من مارية (١) القبطية (٢) ، ولد في ذي الحجة (٣) بعالية في قبيلة مازن في مشربة أم إبراهيم (٤) بالمدينة سنة ثمان من الهجرة ، ومات بها وله سنة وستة أشهر وبعض أيام (٥) ، وقبره بالبقيع (٦).
روي عن علي عليهالسلام قال : «لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني فغسلته ، وكفّنه رسول الله صلىاللهعليهوآله وحنطه ، وقال لي : احمله يا علي ، فحملته حتى جئت به إلى البقيع فصلى عليه ، ثمّ أتى القبر فقال لي : انزل يا علي ، فنزلت ودلاه عليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلمّا رآه منصبّاً بكى ، فبكى المسلمون لبكائه ، حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء ، فنهاهم رسول الله صلىاللهعليهوآله أشدّ النهي ، وقال : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، وإنا بك لمصابون ، وإنا عليك لمحزونون» (٧).
وروى أحمد بن عبد الله الطبري : أخذ النبي صلىاللهعليهوآله بيد عبد الرحمن بن عوف فأتى
__________________
(١) مارية القبطية هي التي أهداها المقوقس صاحب الاسكندرية إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فأسكنها في أحدالحوائط السبعة (الحائط : البستان المسيج). معالم المدرستين ٢ / ١٣٢.
(٢) انظر : الطبقات الكبرى ١ / ١٤١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ٢٤١ ؛ مستدرك سفينة البحار ١ / ٣٤٦.
(٣) بحار الأنوار ٢١ / ٤٠٩.
(٤) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٤٠.
(٥) وفي المناقب ١ / ١٤٠ : ومات بها وله سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام.
(٦) اعلام الورى ١ / ٢٧٦ ؛ انظر : المناقب ١ / ١٤٠ ؛ مستدرك سفينة البحار ١ / ٣٤٦ و ٨ / ٣٨١.
(٧) دعائم الاسلام ، القاضي نعمان ١ / ٢٢٤ ؛ بحار الانوار ٧٩ / ١٠٠ ، ح ٤٨ ؛ مستدرك الوسائل ٢ / ٤٦٠ ، ح ٢٤٦٤.