قال : فكان الناس إذا دخلوا الصائفة خرج أربعة آلاف من المدينة إلى السواحل ، فكانوا هناك إلى انصراف الناس وخروجهم من الصائفة (١).
قال أبو حمزة : والله إني لعلى ظهر بعيري بالبقيع إذ جاءني رسول ، فقال : أجب يا أبا حمزة ، فجئت وأبو عبد الله عليهالسلام جالس ، فقال : «إني لأستريح إذا رأيتك ، ثمّ قال : إن أقواماً يزعمون أن عليا عليهالسلام لم يكن إماماً حتى شهر سيفه ، خاب إذاً عمار وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة ..» (٢).
روي عن محمد بن صالح التمار قال : كان صفوان بن سليم (٣) يأتي البقيع في الأيام ، فيمرّ بي ، فاتبعته ذات يوم وقلت : والله لأنظرنّ ما يصنع ، فقنع رأسه وجلس إلى قبر منها ، فلم يزل يبكي حتّى رحمته ، قال : ظننت أنه قبر بعض أهله ، قال : فمر بي مرّة أخرى فاتبعته ، فقعد إلى جنب غيره ، ففعل مثل ذلك ، فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر (٤) وقلت : إنّما ظننت أنه قبر بعض أهله ، فقال محمد : كلّهم
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٢٠ / ٦٩.
(٢) اختيار معرفة الرجال ١ / ١٤١ ؛ تفسير القرآن الكريم لأبي حمزة الثمالي ، عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين / ٦٧ ، ٧٠ ؛ جامع الرواة ١ / ٢٩٥ ؛ معجم رجال الحديث ٨ / ٥١ و ١٣ / ٢٨٦.
(٣) صفوان بن سليم الزهري المدني ، كان من أصحاب الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام ؛ انظرترجمته في : العلل ، أحمد بن حنبل ٢ / ٤٩٥ رقم ٣٢٦٢ ؛ التاريخ الكبير ٤ / ٣٠٧ رقم ٢٩٣٠ ؛ معرفة الثقات ١ / ٤٦٨ ؛ الجرح والتعديل ٤ / ٤٢٣ ؛ مشاهير علماء الأمصار / ٢١٦ ؛ تهذيب الكمال ١٣ / ١٨٦ رقم ٢٨٨٢ ؛ سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٦٤ ، رقم ١٦٥.
(٤) عدّه الكشي من رجال العامة الذين لهم ميل ومحبة شديدة إلى أهل البيت عليهمالسلام ، انظر : اختيار معرفةالرجال / ٣٩٠ ، رقم ٧٣٣ ؛ معجم رجال الحديث ١٨ / ٢٩٣ ؛ وانظر ترجمته في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٠٧ ، رقم ٥٦٣٢ ؛ سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٥٣ ، رقم ١٦٣.