رسول الله ، كذب عليك اليوم! فقال : وما كان من ذلك؟ قالوا : إنّ جندب حكى عنك كيت وكيت ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر». قال عبد السلام بن محمد : فعرضت هذا الخبر على الجهني محمد بن عبد الأعلى ، فقال : علمت أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : «أتاني جبرئيل ، فقال : إنّ الله عزوجل حرّم النار على ظهر أنزلك ، وبطن حملك ، وثدي أرضعك ، وحجر كفّلك» (١).
روي عن أبي سعيد الخدري : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله مرّ بالبقيع ، فأتى بإناء غير مخمر ، فقال : «ألا خمرته ولو بعود تقعده عليه» (٢).
وعن جابر بن عبد الله ، قال : جاء أبو حميد الأنصاري بإناء من لبن نهاراً إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو بالبقيع ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «ألا خمرته ، ولو أن تعرض عليه عوداً» (٣).
روى الطبراني باسناده عن ثابت بن زيد الخولاني : أنه قدم المدينة ، فلقي ابن عباس ، فسأله عن الخمر ، فقال : سأخبرك عن الخمر ، إني كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسجد ، فبينما هو محتب حل حبوته ، ثمّ قال : «من كان عنده من الخمر شيء فليؤذني به» ، فجعل الناس يأتونه فيقول أحدهم : عندي راوية خمر ، ويقول الآخر : عندي راوية ، ويقول الآخر : عندي زقاق ، وما شاء الله أن يكون عنده ،
__________________
(١) الدرجات الرفيعة / ٢٣٦.
(٢) الكامل ٦ / ٣٢٠.
(٣) مصنف ابن أبي شيبة ٥ / ٥٢٧ ؛ مسند أحمد ٣ / ٢٩٤.