البقيع ، فسار إلى الناس النذير وقالوا : هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه ، يقسم بالله لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعنّ السيف على غابر الآخر .. (١).
روي عن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه قيل له : ما لك تركت مجاورة قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله وجاورت المقابر ـ يعني البقيع ـ فقال : «وجدتهم جيران صدق ، يكفون السيئة ، ويذكرون الآخرة» (٢).
جاء في الخبر عن أمير المؤمنين عليهالسلام في قضية مهمة : «اخرجوا الليلة البقيع ، فستجدون من علي عجباً» ، قال حذيفة بن اليمان : فاجتمع الناس من العصر في البقيع ، إلى أن هدأ الليل ، ثمّ خرج إليهم أمير المؤمنين عليهالسلام ومعه ذوالفقار (٣) ، وقال لهم : اتبعوني ، فاتبعوه ، فإذا بنارين متفرقة قليلة وكثيرة ، فدخل في النار القليلة ، قال حذيفة : فسمعنا زمجرة كزمجرة الرعد ، فقلبها على النار الكثيرة ، ودخل فيها .. (٤).
روى ابن ميثم البحراني عن الحسين بن عبد الرحمن التمار ، قال : انصرفت عن
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٣ / ١٧١ ؛ وانظر : البحار ٣٠ / ٣٥٠ ؛ و ٣١ / ٥٩٣ ؛ و ٤٣ / ٢١٢ ؛ بيت الأحزان / ١٨٥.
(٢) كنز العمال ١٥ / ٧٥٩.
(٣) الفضائل / ١٦١.
(٤) نوادر المعجزات ، الطبري الإمامي / ٤٣ ؛ انظر : الروضة في المعجزات والفضائل / ١٥٣ ؛ الفضائل ، شاذان بن جبرئيل القمي / ١٦١ ؛ بحار الأنوار ٣٩ / ١٨٨.