مجلس بعض الفقهاء ، فمررت بسليم الشاذكوني (١) ، فقال لي : من أين أقبلت؟ فقلت : من مجلس فلان العالم ، قال : فما قوله؟ قلت : شيء من كرامات عليّ ، قال : والله لأحدثنّك بعظيمة سمعتها من قرشي عن قرشي عن قرشي ، قال : رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطاب ، فضجّ أهل المدينة من ذلك ، فخرج عمر ومعه أهل المدينة إلى المصلى يدعون الله تعالى لتسكن تلك الرجفة ، فما زالت تزيد في كلّ يوم إلى أن تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة ، فقال عمر : انطلقوا بنا إلى أبي الحسن علي بن أبي طالب ، فمضوا إليه ودخلوا عليه ، فأخبروه الخبر ، فقال : عليّ بمائة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاختار عليهالسلام من المائة عشرة ، فجعلهم أمامه ، وخرج بهم ، ولم يبق بالمدينة بنت عاتق إلا خرجت إلى البقيع ، حتى إذا توسطه ضرب الأرض برجله ، وقال : ما لك؟ ما لك؟ ما لك؟ ثلاثاً ، فسكنت الرجفة ، فقال عليهالسلام : صدق حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولقد أنبأني بهذا الخبر ، وبهذا اليوم ، وباجتماع الناس له (٢).
وفي تأويل الآيات : رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطاب ، فضجّ أهل المدينة من ذلك ، فخرج عمر وأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله يدعون لتسكن الرجفة ، فما زالت تزيد إلى أن تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة ، وعزم أهلها على الخروج عنها ، فعند ذلك قال عمر : عليّ بأبي الحسن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فحضر فقال : يا أبا الحسن ، ألاترى إلى قبور البقيع ورجفها ، حتى تعدى ذلك إلى حيطان المدينة ، وقد همّ أهلها بالرحلة عنها ، فقال علي عليهالسلام : عليّ بمائة رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله البدريين ، فاختار من المائة عشرة ، فجعلهم خلفه ، وجعل التسعين
__________________
(١) الظاهر كونه سليمان الشاذكوني ، كما أورده ابن حمزة في الثاقب / ٢٧٤ حديث ٢٣٨ ، واما سليمان الشاذكوني فقد قال الذهبي في حقه : «قلت : مع ضعفه لم يكد يوجد له حديث ساقط» ، كذا في سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٠٨ ، طبع دار الفكر ، لبنان.
(٢) شرح مئة كلمة / ٢٥٩ ؛ وانظر : الثاقب في المناقب ، ابن حمزة الطوسي / ٢٧٣.