والتجارة وتركوه قائماً ، فعاتب الله المؤمنين لنبيه صلىاللهعليهوآله فقال : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) (١)(٢).
روى أبو داود عن أبي هريرة : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله أتي بمخنث قد خضب يده ورجليه بالحناء ، فقال النبي : ما بال هذا؟ فقيل : يا رسول الله ، يتشبة بالنساء ، فأمر به فنفي إلى النقيع ، فقالوا : يا رسول الله ، ألا نقتله؟ فقال : «إني نهيت عن قتل المصلّين» ، قال أبو أسامة : والنقيع (٤) ناحية عن المدينة (٥) ، وليس بالبقيع (٦).
__________________
(١) سورة الجمعة : ١١.
(٢) الدر المنثور ٦ / ٢٢١ ؛ بحار الأنوار ٧٦ / ٢٤٨.
(٣) قال الزمخشري في الفائق في غريب الحديث ٢ / ٤٣٣ : النقيع بالنون موضع ، وعن الأصمعي أن عيسى بن عمر أنشد يوماً :
ليت شعري وأين مني ليت |
|
أعلى العهد يلبن فبرام |
أم بعهدي البقيع أم غيرته |
|
بعدي المعصرات والأيام |
رواها بالباء ، فقال أبو مهدية : إنّما هو النقيع ، فقال عيسى : صدق والله! أما إني لم أرو بيتاً عن أهل الحضر إلا هذا ، ثمّ ذكر حديث عمر ورأى رجلاً يعلف بعيراً ، فقال : أما كان في النقيع ما يغنيك.
(٤) قال العظيم آبادي في عون المعبود ٣ / ٢٨١ : وروي عن ابن الأثير في النهاية (مادة : نقع) : أنّ النقيع موضع قريب من المدينة ، كان يستنقع فيه الماء ، أي يجتمع ، وقال الخطابي في المعالم : النقيع بطن الوادي من الأرض ، يستنقع فيه الماء مدة ، وإذا نضب الماء أي غار في الأرض أنبت الكلأ ، ومنه حديث عمر أنه حمى النقيع لخيل المسلمين ، وقد يصحف أصحاب الحديث ، فيروونه البقيع بالباء ، موضع القبور بالمدينة .. انتهى ، يقال للنقيع : نقيع الخضمات ، موضع بنواحي المدينة ، كذا في النهاية.
(٥) قيل : انه موضع ببلاد مزينة ، على ليلتين من المدينة ، وهو نقيع الخضمات الذي حماه عمر ، أو متغايران ، كذا في القاموس. انظر : عون المعبود ١٢ / ١٨٨.
(٦) سنن أبي داود ٢ / ٤٦٢ ؛ مسند أبي يعلى ١٠ / ٥٠٩ ؛ سنن الدارقطني ٢ / ٤٢ ؛ السنن الكبرى ٨ / ٢٢٤ ؛