على ثلاثة أميال من المدينة ، ودفن بالبقيع ، وأوصى إلى ابنه عمرو الأشدق ، وأمره أن يدفنه بالبقيع .. وأمر ابنه عمرا إذا دفنه أن يركب إلى معاوية فينعاه ، يبيعه منزله بالعرصة ، وكان منزلاً قد اتخذه سعيد ، وغرس فيه النخل وزرع فيه ، وبنى فيه قصراً معجباً ، .. وقال : انّ منزلي هذا ليس من العقد ، إنّما هو منزل نزهة ، فبعه من معاوية ، واقض عني ديني ومواعيدي ، ولا تقبل من معاوية قضاء ديني ، فتزودنيه إلى ربي .. (١).
وعن الزبير بن بكار : توفي سعيد بن العاص بقصره بالعرصة على ثلاثة أميال من المدينة ، وحمل إلى البقيع في سنة تسع وخمسين (٢) ، وفي نقل آخر مات سنة ٥٨ (٣).
أقول : كان من الظلمة ، وأعوانهم.
قال النمازي : أمها رباب بنت امرىء القيس ، وكان يحبها الحسين حبّاً شديداً .. وكانت عقيلة قريش ، ولها السيرة الجميلة ، وهي ذات الفضل والفضيلة والكرم الوافر والعقل الكامل والمكارم الزاخرة والمناقب الفاخرة .. ولها في وقعة الطف خمس عشرة سنة أو اثنتان وعشرون سنة ، وكانت في كربلاء مزوجة بابن عمه عبد الله بن الحسن المجتبى عليهالسلام الشهيد بالطف ، ثم تزوجت بمصعب بن الزبير .. توفيت في يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الأول سنة ١١٧ ، ولها ثمانون سنة
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٢١ / ١٤٠ ـ ١٤١ ؛ وانظر : تهذيب الكمال ١٠ / ٥٠٩ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٤٨ ؛ تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٩٤.
(٢) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٤٨.
(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣.