ذكر ابن سعد في قضية سرية قتل كعب بن الأشرف اليهودي (الذي كان يحرض المشركين على رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه ، أي كان في شعره يهجو النبي صلىاللهعليهوآله وأصحابه (١)) ، قال : ثمّ حزّوا رأسه ، وحملوه معهم ، فلما بلغوا بقيع الغرقد كبّروا ، وقد قام رسول الله صلىاللهعليهوآله تلك الليلة يصلي ، فلما سمع تكبيرهم كبّر وعرف أن قد قتلوه .. (٢).
بعد ما غدرت يهود بني قريظة ونكثت العهد ورضيت بحكم سعد بن معاذ ، حكم سعد بقتل رجالهم وسبي نسائهم وذراريهم ، وتقسيم أموالهم وغنائمهم بين المهاجرين والأنصار ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : «قد حكمت بحكم الله عزوجل فوق سبعة أرقعة».
ثمّ انفجر جرح سعد بن معاذ ، فما زال ينزف الدم حتى قضى ، وساقوا الأسارى إلى المدينة ، وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بأخدود ، فحفرت بالبقيع ، فلما أمسى أمر بإخراج رجل رجل ، فكان يضرب عنقه ، فقال حيي بن أخطب لكعب بن أسيد : ماترى؟ ما يصنع محمد صلىاللهعليهوآله بهم؟ فقال له : ما يسوؤك ، أماترى الداعي لا يطلع ، والذي يذهب لا يرجع .. (٣).
__________________
(١) انظر : الطبقات الكبرى ٢ / ٣٢.
(٢) الطبقات الكبرى ٢ / ٣٣ ؛ انظر : شرح كتاب السير الكبير ١ / ٢٧٥ ؛ فتح الباري ٧ / ٢٦٢ ؛ سبل الهدى والرشاد ٦ / ٢٨.
(٣) تفسير القمي ٢ / ١٩١ ؛ تفسير الصافي ٤ / ١٨٤ ؛ ؛ بحار الأنوار ٢٠ / ٢٣٦ ؛ تفسير نور الثقلين ٤ / ٢٦٣ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ١١ / ١٧٤.