وقد أخبروا بموضع دفنه قبل ذلك بسنين ، حيث إنّه جاء في الخبر : «يدفن في أرض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع» (١).
ذكر ابن سعد وسبط ابن الجوزى : انه توفي سنة أربع وتسعين ، وكان يقال لهذه السنة : سنة الفقهاء (٢) ، لكثرة من مات منهم فيها (٣) ، وكان عليّ سيد الفقهاء ، مات أولها (٤).
وروى عن حسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، قال : مات أبي ، علي بن حسين سنة أربع وتسعين ، وصلينا عليه بالبقيع (٥).
وجاء في الخبر أيضا : «ثمّ يكون القائم من بعده (٦) ابنه علي سيد العابدين ، وسراج المؤمنين ، يموت موتاً ، يدفن بالبقيع من أرض طيبة» (٧).
هو الإمام محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب ، باقر علم الدين ، وعلم الأولين والآخرين (٨) ، وإمام المتقين ، كنيته أبوجعفر ، خامس الأئمة عند الشيعة الإمامية ، وحجة الله في أرضه ، ولد بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة ، وأمه أم
__________________
(١) مقتضب الأثر ١٣ ؛ بحار الانوار ٣٦ / ٢١٩.
(٢) المنتخب من ذيل المذيل / ١٢٠.
(٣) كشف الغمة ٢ / ٢٩٥.
(٤) الطبقات الكبرى ٥ / ٢٢١ ؛ تذكرة الخواص ، سبط ابن الجوزي / ٣٣٢.
(٥) الطبقات الكبرى ٥ / ٢٢١ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٤١ / ٤١٤ ؛ تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٠٤ ؛ كشف الغمة ٢ / ٢٩٥.
(٦) أي بعد الإمام الحسين بن علي عليهالسلام.
(٧) مقتضب الأثر / ١٣.
(٨) تحرير الاحكام ٢ / ١٢٣ ؛ منتهى المطلب ٢ / ٨٩٣.