إلى الصلاة أخذته رعدة ، فقيل له ما لك؟ فقال : ماتدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي؟! (١)
وروى المفيد عن زرارة بن أعين قال : سمع سائل في جوف الليل وهو يقول : أين الزاهدون في الدنيا والراغبون في الآخرة ، فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه : ذاك عليّ بن الحسين عليهالسلام (٢).
وذكر الذهبي عن مالك : أحرم علي بن الحسين ، فلما أراد ان يلبّي قالها ، فأغمي عليه ، وسقط من ناقته فهشم .. وكان يسمى زين العابدين لعبادته (٣).
وعن سفيان بن عيينة : حجّ عليّ بن الحسين بن أبي طالب ، فلما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وانتفض ووقعت عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبّي ، فقيل : ما لك لا تلبّي؟ قال : «أخشى أن أقول لبيك ، فيقول لي : لا لبّيك ، ..» فلمّا لبّى غشى عليه وسقط من راحلته ، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجّه (٤).
ثمّ أن الإمام عليهالسلام مات شهيداً ، سمّه الوليد بن عبد الملك بن مروان (٥) ، وتوفي عليهالسلام بالمدينة سنة خمس وتسعين للهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام (٦).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٥ / ٢١٦ ؛ سير اعلام النبلاء ٤ / ٣٩٢.
(٢) الارشاد ٢ / ١٤٢ ؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٨٩ ؛ كشف الغمة ٢ / ٢٩٨ ؛ العدد القوية / ٦٤ ؛ بحار الأنوار ٤٦ / ٧٦.
(٣) سير اعلام النبلاء ٤ / ٣٩٢.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٤١ / ٣٧٨ ؛ تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٩٠ ؛ سير اعلام النبلاء ٤ / ٣٩٢ ؛ تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٩.
(٥) مناقب أهل البيت / ٢٥٧ ؛ بحار الأنوار ٤٦ / ١٥٤.
(٦) الارشاد ٢ / ١٣٨ ؛ عنه بحار الانوار ٤٦ / ١٢ ـ ٢٣ ؛ انظر : تهذيب الاحكام ٦ / ٧٧ ؛ سير اعلام النبلاء ٤ / ٤٠٠ ؛ المناقب ٣ / ٣١٠ ؛ كشف الغمة ٢ / ٢٧٥.