وروى الزمخشري : جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله بالبقيع ، ومعه مخصرة (١) له ، فجلس ونكت بها في الأرض ، ثمّ رفع رأسه وقال : «ما من منفوسة إلا وقد كتب مكانها في الجنة والنار» (٢).
روى الحاكم عن أنس بن مالك ، قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله وبلال يمشيان بالبقيع ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يا بلال ، هل تسمع ما أسمع؟ قال : لا والله يا رسول الله ، ما أسمعه ، قال : ألا تسمع أهل القبور يعذبون» (٣).
ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ (٤).
وفي خبر أبي رافع قال : خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وانتهيت إلى بقيع الغرقد ، فالتفت إليّ فقال : «هل تسمع الذي أسمع؟ فقلت : بأبي وأمي ، لا يا رسول الله ، قال : هذا فلان بن فلان يعذب في قبره ، في شملة اغتلها يوم خيبر» (٥).
روى الطبراني في ضمن خبر : فلما مرّ ـ رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ببقيع الغرقد إذا بقبرين
__________________
(١) ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه ، من عصا ، أو عكازة ، أو مقرعة ، أو قضيب ، وقد يتكأ عليه. كذافي النهاية ٢ / ٣٦ ؛ لسان العرب ٤ / ٢٤٢ ؛ تاج العروس ٣ / ١٧٨.
(٢) الفائق في غريب الحديث ١ / ٣٢٣ ؛ انظر : مسند أبي يعلى ١ / ٣٠٦ ؛ أمالي المحاملي / ١٦٩ ؛ فيض القدير ٢ / ١٧ ؛ سبل الهدى والرشاد ٧ / ٣٦٦.
(٣) المستدرك على الصحيحين ١ / ٤٠ ؛ مسند أحمد ٣ / ٢٥٩ ؛ اثبات عذاب القبر ، البيهقي / ٧٥ ؛ كنز العمال ١٥ / ٤٨٥ ، ٧٤١.
(٤) المستدرك على الصحيحين ١ / ٤٠.
(٥) مجمع الزوائد ٥ / ٣٣٨.