وحجّ سنة ٤٨٧ ، فجاور بالمدينة إلى أن توفي ، ودفن بالبقيع ، حسنت سيرته في الوزارة ، وكان وافر العقل ، عالماً بالأدب ، له شعر رقيق (١).
هي بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر .. أمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر ، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة ، وتزوجها الرسول صلىاللهعليهوآله بعد وفاة زوجته الأولى خديجة .. وقبض النبي وهي في الثامنة عشرة من عمرها ، وقد أقامت مع النبي ثمانية أعوام وخمسة أشهر ، ومكثت بعده في خلافة أبي بكر وعمر وصدر من خلافة عثمان من المؤيدين للحكم القائم ، ثمّ انحرفت عن عثمان ، وترأست المعارضين ، حتى إذا قتل قادت مناوئي ابن أبي طالب وخصومه إلى حربه حرب الجمل (٢) في البصرة ، وبعد أن غلبت في الحرب أعادها الإمام علي بن أبي طالب مكرمة إلى المدينة ، حيث بقيت هناك حتى إذا قتل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وتربع معاوية على دست الحكم ، وأخذ يروج نشر فضائل! آل أمية خاصة ، وحزب عائشة ومعارضي ابن أبي طالب عامة ، أصبح لها في هذا الدور شأن خطير .. كنيتها أم عبد الله ، تكنت باسم ابن اختها عبد الله بن الزبير (٣)
وجاء في الخبر : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لها : «وما ضرّك لو متّ قبل فقمت عليك وكفّنتك وصليت عليك ودفنتك» .. (٤).
__________________
(١) الأعلام ٦ / ١٠٠ ؛ وانظر : البداية والنهاية ١٢ / ١٨٥.
(٢) سميت تلك الحرب بحرب الجمل ، لأنّ عائشة قادت الجيش في تلك الحرب وهي راكبة على الجمل.
(٣) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ٥٥.
(٤) البداية والنهاية ٥ / ٢٤٤.