قصره بالعقيق قريباً من المدينة ، فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة ، وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة (١) ، ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين أيام معاوية (٢) ، وله سبع وسبعون سنة (٣) ، قال ابن كثير : وقد جاوز الثمانين على الصحيح (٤).
أقول : هو والد اللعين عمر بن سعد ، قاتل سبط رسول الله ، سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليهالسلام.
قالوا : إنه كان من المنافقين ، روى البيهقي ما يدل على عذاب قبره ، فانه ذكر عن عن عبد الله بن حنطب : أنه بلغه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مرّ يسير على بغلة له بيضاء في المقابر ببقيع الغرقد ، فحادت به بغلته حيدة ، فوثب إليها الرجال من المسلمين ليأخذوا بلجامها ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : دعوها ، فإنها سمعت عذاب سعد بن زرارة يعذب في قبره ، وكان رجلاً منافقاً (٥).
روى ابن سعد : كان سعد بن معاذ رجلاً أبيض طوالاً جميلاً حسن الوجه
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٦ / ١٢ ؛ تهذيب الكمال ١٠ / ٣١٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٨٤ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣١٦.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٧.
(٣) تحفة الأحوذي ٦ / ٣٥ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٨١ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٦ / ١٢ ؛ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٧ ؛ تهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٠ ؛ تهذيب الكمال ١٠ / ٣١٣ ؛ تذكرة الحفاظ ١ / ٢٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٨٤ ؛ اسعاف المبطأ برجال الموطأ ، جلال الدين السيوطي / ٤٠ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣١٦ ؛ أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٠٢.
(٤) البداية والنهاية ٨ / ٨٤.
(٥) اثبات عذاب القبر / ٥٧.