أعين حسن اللحية ، فرمي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة ، فمات من رميته تلك ، وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة ، فصلى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ودفن بالبقيع (١).
وروى عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال : لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر : الحارث بن أوس بن معاذ ، وأسيد بن الحضير ، وأبو نائلة سلكان بن سلامة ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله واقف على قدميه ، فلما وضع في قبره تغيّر وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله وسبّح ثلاثاً فسبّح المسلمون ثلاثاً ، حتّى ارتجّ البقيع ، ثمّ كبّر رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثاً وكبّر أصحابه ثلاثاً حتّى حتى ارتج البقيع بتكبيره ، فسئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن ذلك ، فقيل : يا رسول الله ، رأينا بوجهك تغيراً ، وسبحت ثلاثاً؟ قال : تضايق على صاحبكم قبره ، وضمّ ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها ، ثمّ فرّج الله عنه (٢).
روي أنّ سبب ذلك كان سوء خلقه مع أهله في بيته (٣) ، رحمنا الله من ضغطة القبر.
وروى ابن سعد عن أبي سعيد قال : كنت أنا ممن حفر لسعد قبره بالبقيع ، فكان يفوح علينا من المسك كلما حفرنا قترة من تراب ، حتى انتهينا إلى اللحد (٤).
وروى عن محمد بن شرحبيل بن حسنة : انّ رجلاً أخذ قبضة من تراب قبر سعد يوم دفن ، ففتحها بعد فإذا هي مسك (٥).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣٣ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٩٠.
(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣٢ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٩٠ ؛ انظر : شرح كتاب السير الكبير ١ / ٩ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ١١ / ٢٦٦.
(٣) انظر : مستدرك سفينة البحار ٣ / ١٩٠ و ٦ / ٤٧١ ؛ ميزان الحكمة ١ / ٨٠٧.
(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٨٩ و ٢٩٥ ؛ سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٣٧٩.
(٥) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١.