فوضع رسول الله صلىاللهعليهوآله حجراً عند رأسه وقال : «هذا قبر فرطنا» ، وكان إذا مات المهاجر بعده قيل : يا رسول الله ، أين ندفنه؟ فيقول : «عند فرطنا عثمان بن مظعون» (١).
وروى ابن شبة باسناده عن قدامة بن موسى قال : كان البقيع غرقداً ، فلما هلك عثمان بن مظعون دفن بالبقيع ، وقطع الغرقد عنه ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للموضع الذي دفن فيه عثمان : «هذه الرّوحاء» ، ـ وذلك كلّ ما حاذت الطريق من دار محمد بن زيد إلى زاوية دار عقيل اليمانية الشرقية ـ ثم قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «هذه الرّوحاء للناحية الأخرى» ، فذلك كلّ ما حازت الطريق من دار محمد بن زيد إلى اقصى البقيع (٢).
وقع الخلاف في تعيين أول من دفن بالبقيع ، والمستفاد من بعض الأخبار : أنه عثمان بن مظعون (٣) ، كما مرّ آنفاً.
وروي عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام : «أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون ، ثمّ اتبعه إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله» (٤).
وعن عبد الله بن عامر : أول من دفن بالبقيع من المسلمين عثمان بن مظعون ، فأمر به رسول الله صلىاللهعليهوآله فدفن عند موضع الكبا اليوم عند دار محمد ابن الحنفية ، قال :
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٩٧ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٩٠ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ١٥٥ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٣٩٩ ؛ تاريخ الأمم والملوك ، الطبري ٢ / ١٧٧ ؛ ارواء الغليل ٣ / ٢١٣.
(٢) تاريخ المدينة المنورة ١ / ١٠٠.
(٣) مصنف بن أبي شيبة ٨ / ٣٤٦ ؛ فتح الباري ٩ / ٩٦ ؛ معجم البلدان ٤ / ٤٧١ ؛ كنز العمال ١٤ / ١٤٠.
(٤) مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٣٥٧ ؛ الطبقات الكبرى ١ / ١٤١ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٥٤ / ٤١٧ ؛ كنزالعمال ١٤ / ١٤٠.