روى الطبرسي في ذيل آية : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً)(١) عن الحسن وأبي مالك : أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر ، فقدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام ، والنبي صلىاللهعليهوآله يخطب يوم الجمعة ، فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع ، خشية أن يسبقوا إليه ، فقال : «والذي نفسي بيده ، لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي ناراً» (٢).
وكان دحية إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق إلا أتته ، وكان يقدم إذا قدم بكلّ ما يحتاج إليه من دقيق أو برّ أو غيره ، فينزل عند أحجار الزيت ، وهو مكان في سوق المدينة ، ثمّ يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه .. فخرج الناس ، فلم يبق في المسجد الا اثنا عشر رجلاً وامرأة ، فقال صلىاللهعليهوآله : «لو لا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء» ، .. وقيل : لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط (٣) ، أو اثنى عشررجلاً (٤) ، وقيل : أربعين رجلاً (٥) ، وهو بعيد.
وأخرج السيوطي عن ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن عبد الله : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يخطب الناس يوم الجمعة ، فإذا كان نكاح لعب أهله وعزفوا ، ومروا باللهو على المسجد ، وإذا نزل بالبطحاء جلب ، قال : وكانت البطحاء مجلساً بفناء المسجد الذي يلي بقيع الغرقد ، وكانت الأعراب إذا جلبوا الخيل والإبل والغنم وبضائع الأعراب نزلوا البطحاء ، فإذا سمع ذلك من يقعد للخطبة قاموا للهو
__________________
(١) سورة الجمعة : ١١.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ١١ ؛ جامع البيان ٢٨ / ١٣٢ ؛ نور الثقلين ٥ / ٣٢٩ ؛ وانظر : الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١١٠ ؛ بحار الأنوار ٨٦ / ١٣٢.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ١١.
(٤) سنن الدارقطني ٢ / ٤ ؛ السنن الكبرى ٣ / ١٨٢ ؛ بحار الأنوار ٨٦ / ١٣٢.
(٥) الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١١٠.