المسجد الذي هناك ، وتقرأ فيها ما أحببت ، وتسلّم في كلّ ركعتين. ويقال : إنه مكان صلّت فيه فاطمة عليهاالسلام (١).
روى الكليني باسناده عن أحدهما عليهماالسلام : «لما ماتت رقية ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألحقي بسلفنا الصالح ١ مان بن مظعون ، ٢ عثمان بن مظعون وأصحابه ، قال : وفاطمة عليهاالسلام على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله يتلقاه بثوبه قائماً يدعو ، قال : إني لأعرف ضعفها ، وسألت الله عزوجل أن يجيرها من ضمة القبر» (٢).
بعد الأحداث المأساوية التي جرت في حق فاطمة الزهراء بنت رسول الله ، وشكواها إلى سيد المظلومين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقولها : «.. ما أقل مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فوالله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول الله صلىاللهعليهوآله» ، فقال لها علي عليهالسلام : «افعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك» ، ثمّ إنه بنى لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة يسمى بيت الأحزان ، وكانت إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين عليهماالسلام أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام إليها وساقها بين يديه إلى منزلها (٣).
__________________
(١) من لايحضره الفقيه ٢ / ٥٧٧.
(٢) الكافي ٣ / ٢٤١ ح ٤٧٣٠.
(٣) بحار الأنوار ٤٣ / ١٧٧ ؛ اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء ، محمد علي القراچه داغي التبريزي / ٨٥٨ ؛ مجمع النورين وملتقى البحرين ، المرندي / ١٤١ ؛ بيت الأحزان / ١٦٥.