يقول ابن جبير الرحالة في القرن السادس : ويلي هذه البقعة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويعرف ب «بيت الحزن» ، يقال : إنه البيت الذي آوت إليه ، والتزمت فيه الحزن على موت أبيها المصطفى صلىاللهعليهوآله (١).
والجدير أن نسمي هذا البيت ببيت أسرار فاطمة ، وكان هذا البيت معموراً إلى زمن استيلاء الوهابيين على الحجاز ، فقاموا بهدمه ، وهدم سائر الآثار ، لقصور فهمهم ، واعوجاج نهجهم.
يقول الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين رحمهالله : وهنا نلفت أولي الألباب إلى البحث عن السبب في تنحي الزهراء عن البلد في نياحتها على أبيهاصلىاللهعليهوآله ، وخروجها بولديها في لمة من نسائها إلى البقيع ، يندبن رسول الله صلىاللهعليهوآله في ظل أراكة كانت هناك ، فلما قطعت بنى لها علي بيتاً في البقيع كانت تأوي إليه للنياحة ، يدعى بيت الأحزان ، وكان هذا البيت يزار في كلّ خلف من هذه الأمة ، كما تزار المشاهد المقدسة ، حتى هدم في هذه الأيام .. وهدم المقدسات في البقيع ، عملاً بما يقتضيه مذهبه الوهابي ، وذلك سنة ١٣٤٤ للهجرة ، وكنا سنة ١٣٣٩ تشرفنا بزيارة هذا البيت (بيت الأحزان) ، إذ منّ الله علينا في تلك السنة بحج بيته وزيارة نبيه ومشاهد أهل بيته الطيبين الطاهرين في البقيع .. إلى أن قال : هدموا بيت الأحزان الذي بناه الإمام علي لسيدة النساء فاطمة الزهراء لتبكي على أبيها (٢).
وقال صاحب الذريعة : ولكن انهدم بيت الأحزان في بقيع الغرقد ، لمجاورته مراقد أئمة الشيعة ، وذلك لأجل أنه قد يؤخذ الجار بجرم الجار! (٣).
__________________
(١) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ٨ / ٢٦٥ ، عن رحلة ابن جبير.
(٢) النص والاجتهاد / ٣٠١ ـ ٣٠٣.
(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، الشيخ آقا بزرك الطهراني ٧ / ٥٢.