النخل ، فإذا ابنه إبراهيم في حجر أمه ، وهو يجود بنفسه ، فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوآله فوضعه في حجره ، ثمّ ذرفت (١) عيناه ، ثمّ قال : «يا إبراهيم ، إنا لا نغني عنك من الله شيئاً» ، ثمّ ذرفت عيناه ، ثمّ قال : «يا إبراهيم ، لولا أنه أمر حق ووعد صدق ، وأنّ آخرنا سيلحق بأولنا ، لحزنّا عليك حزناً هو أشدّ من هذا ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون ، تبكى العين ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب» (٢).
وقال ابن سعد : توفي إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله لستةعشر شهراً ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «ادفنوه في البقيع ، فإنّ له مرضعاً في الجنة (٣)» ، وقال الواقدي : مات إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من ربيع الأول سنة عشر ، وهو ابن ثمانية عشرشهراً (٤) ، في بني مازن بن النجار ، في دار أم برزة بنت المنذر ، ودفن بالبقيع (٥) ، وعن محمد بن مؤمل المخزومي أنه كان ابن ستة عشر شهراً وثمانية أيام (٦).
وفي الطبقات : حمل من بيت أمّ بردة على سرير صغير ، وصلى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله بالبقيع ، فقيل له : يا رسول الله ، أين ندفنه؟ قال : «عند فرطنا (٧) عثمان
__________________
(١) أي : سالت.
(٢) ذخائر العقبى / ١٥٥ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٣٢٠.
(٣) الطبقات الكبرى ١ / ١٤١ ؛ انظر : مصنف عبد الرزاق ٧ / ٤٩٤ ؛ مسند الإمام أحمد ٤ / ٢٨٩ و ٢٧٩ ؛ العلل ومعرفة الرجال ، أحمد بن حنبل ٢ / ٤١٢ ؛ الآحاد والمثاني ٥ / ٤٥١ ؛ مسند أبي يعلى ٣ / ٢٥١ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٣٥ (وفيه : يتم رضاعه في الجنة) و ١٣٧ ؛ مسانيد أبي يحيى الكوفي / ٢٢ ؛ أسد الغابة ١ / ٣٩ ؛ اثبات عذاب القبر / ٦٩ ؛ البداية والنهاية ٥ / ٣٣١ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦١٢ ـ ٦١٣ ؛ الإصابة ١ / ٣٢٠ ؛ كنز العمال ١١ / ٤٧٢ و ١٢ / ٤٥٢ و ٤٥٥.
(٤) أسد الغابة ١ / ٣٩.
(٥) أسد الغابة ١ / ٣٩.
(٦) أسد الغابة ١ / ٣٩.
(٧) معنى الفرط والفارط المتقدم للقوم ، والأصل فيه المتقدم إلى الماء ليرتاد لهم ويهييء لهم الدلاءوالارشية. كذا في ذخائر العقبى / ١٥٥.