ودفنه بالبقيع إلى جنب قبر أمه فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
وحكي عن صاحب المناقب انه قال : وذكر الإمام أبو العلاء الحافظ بإسناده عن مشايخه أنّ يزيد بن معاوية حين قدم عليه رأس الحسين عليهالسلام بعث (به) إلى المدينة ، فأقدم عليه عدة من موالي بني هاشم ، وضمّ إليهم عدة من موالي أبي سفيان ، ثم بعث بثقل الحسين ومن بقي من أهله معهم وجهّزهم بكلّ شىء ، ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر لهم بها ، وبعث برأس الحسين عليهالسلام إلى عمرو بن سعيد بن العاص ، وهو إذ ذاك عامله على المدينة ، فقال عمرو : وددت أنه لم يبعث به الّي ، ثم أمر عمرو به فدفن بالبقيع عند قبر أمه فاطمة عليهاالسلام (٢).
هذا هو أحد الأقوال في المسألة ، وهناك أقوال أخر وهي : الدفن في الشام ، مصر ، أو النجف ، أو أنه أُلحق بجسده الشريف بكربلاء ، كما هو المشهور. (٣)
قال العلامة المجلسى رحمهالله : .. والمشهور بين علمائنا الإمامية أنه دفن رأسه مع جسده ، ردّه علي بن الحسين عليهماالسلام ، وقد وردت أخبار كثيرة في انه مدفون عند قبر أمير المؤمنين عليهالسلام (٤).
أقول : المشهور والمعول عليه هو إلحاق الرأس الشريف بالجسد الطاهر بكربلاء المقدسة ، كما قاله السيد المرتضى وغيره (٥) ، وهو المختار ، ولقد قمنا بتحقيقه
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٥ / ٢٣٧ ؛ انظر : رأس الحسين ، ابن تيمية ١٩٧ و ٢٠٨ ؛ فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ٢٦٥ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٢٢٢ ؛ جواهر المطالب ٢ / ٢٩ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٥ ؛ العوالم ١٧ / ٤٥٣.
(٢) بحار الأنوار ٤٥ / ١٤٥.
(٣) انظر : فيض القدير ١ / ٢٦٥ ؛ جواهر المطالب ٢ / ٢٩.
(٤) بحار الانوار ٤٥ / ١٤٥.
(٥) انظر : أمالي الصدوق / ١٣١ ؛ رسائل الشريف المرتضى ٣ / ١٣٠ ؛ الآثار الباقية ٣٢١ ؛ مقتل الحسين