معروف ، وعليه قبة ، وإلى جانبه قبر لنافع (١).
وقال ابن النديم : مالك بن أنس بن أبي عامر .. كان يأتي المسجد ويشهد الصلاة ويعود المرضى ويقضي الحقوق ، ثمّ ترك الجلوس في المسجد ، وكان يصلي في منزله ، وترك اتباع الجنائز ، فكان يعاتب على ذلك ، فكان يقول : ليس يقدر كلّ واحد يقول عذره ، وسعى به إلى جعفر بن سليمان ، وكان والي المدينة ، فقيل له : إنه لا يرى ايمان بيعتكم ، فدعى به ، وجرده وضربه أسواطاً ومددوه ، فانخلع كتفه ، وارتكب منه أمراً عظيماً ، فلم يزل بعد ذلك في علوّ ورفعة ، وكأنما كانت تلك السياط حليّاً عليه ، وكان من عبيد (٢) الله الصالحين ، فقيه الحجاز وسيدها في وقته ، العلم ، وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة وهو ابن خمس وثمانين سنة ، ودفن بالبقيع ، وله من الكتب : كتاب الموطأ ، كتاب رسالته إلى الرشيد (٣).
وفي طرائف المقال : روي عنه أخبار كثيرة يظهر منها انقطاعه إلى الصادق ، بخلاف أبي حنيفة ، وقبره في البقيع عليه قبة (٤).
قالوا : وأوصى أن يكفن في بعض أثيابه ، ويصلى عليه بموضع الجنائز ، فصلى عليه عبدالله بن محمد من ذرية عبد الله بن عباس ، وهو يومئذ والي المدينة المشرفة ، ودفن بالبقيع ، وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة (٥) ، وقيل : سبعين سنة (٦) ،
__________________
(١) مواهب الجليل ١ / ٣٩ ؛ انظر : كتاب الثقات ٧ / ٤٥٩ ؛ تهذيب الكمال ٢٧ / ١١٩ ؛ تاج العروس ٧ / ١٨٢ ؛ معجم المؤلفين ٨ / ١٦٨.
(٢) وفي نسخة : عباد.
(٣) فهرست ابن النديم / ٢٥١ ؛ انظر : المعارف لابن قتيبة / ٤٩٨ ؛ معجم رجال الحديث ١٥ / ١٦٦.
(٤) طرائف المقال ١ / ٥٦٧.
(٥) المنتخب من ذيل المذيل / ١٤٤ ؛ البداية والنهاية ١٠ / ١٨٧ ؛ تهذيب الكمال ٢٧ / ١١٩.
(٦) البداية والنهاية ١٠ / ١٨٧ ذكره عن الواقدي.