عبد الرحمن بن أبي الموالي ، قلت : إنّ الناس يقولون : إنّ قبر فاطمة عند المسجد الذي يصلون إليه على جنائزهم بالبقيع ، فقال : والله ما ذلك إلى مسجد رقية ، يعني امرأة عمرته ، وما دفنت فاطمة عليهاالسلام إلا في زاوية دار عقيل ، مما يلي دار الجحشيين مستقبل خوخة بني نبيه من بني عبد الدار بالبقيع ، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع (١).
وعن عبد الله بن حسن قال : وجدت المغيرة بن عبد الرحمن واقفاً ينتظرني بالبقيع نصف النهار في حرّ شديد ، فقلت : ما يوقفك يا أبا هاشم هاهنا؟ قال : انتظرتك ، بلغني أن فاطمة دفنت في هذا البيت في (زاوية) دار عقيل مما يلي دار الجحشيين ، فأحب أن تبتاعه لي بما بلغ أدفن فيها ، فقال عبد الله : والله لأفعلنّه ، قال : فجهد بالعقيليين ، فأبوا. قال عبد الله بن جعفر : وما رأيت أحداً يشك أنّ قبرها في ذلك الموضع (٢).
وقال أبو علي محمد بن همام الكاتب الإسكافي : وتوفيت عليهاالسلام ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً ، فدفنها بالبقيع ليلاً ، وعفي قبرها ، ولم يحضرها غير أمير المؤمنين والحسن والحسين والعباس بن عبد المطلب ، ويقال : (دفنت) إلى جانب صدر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وخبر البقيع أصحّ وأثبت ، فلمّا أصبح الناس قال بعضهم لبعض : يا قوم ، تموت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا نحضرها؟ فخرج الناس إلى البقيع يطلبون قبرها ، وأظهر الله في الموضع سبعين قبراً ، لم يدروا قبرها من القبور ، فرجعوا (٣).
قال الشيخ المفيد في المزار : تقف على قبرها بالبقيع ، وهو القبر الذي فيه
__________________
(١) المنتخب من ذيل المذيل / ٩١ ؛ الطبقات الكبرى ٨ / ٣٠ ؛ الاصابة ٨ / ٢٦٨.
(٢) الطبقات الكبرى ٨ / ٣٠ ؛ المنتخب من ذيل المذيل ٩١.
(٣) منتخب الانوار / ٤٩.