ضعف قوله في المسالك بعد الخلاف في أن الناصب هل هو المعلن بعداوة أهل البيت عليهمالسلام أو لا يشترط الإعلان؟ وعلى التقديرين فهذا أمر عزيز في المسلمين الآن لا يكاد يتفق إلا نادرا ، فلا تغتر بمن يتوهم خلاف ذلك ، انتهى.
فإنه كلام باطل لا يلتفت إليه وعاطل لا يعرج عليه ، وإنما نشأ من عدم التعمق في الأخبار وملاحظتها بعين الاعتبار ، وذيل البحث في المقام واسع ، ومن أراد الاستقصاء في ذلك فليرجع إلى كتابنا المذكور ، وإلى كتاب الأنوار الخيرية والأقمار الدرية في أجوبة المسائل الأحمدية.
وبالجملة فالحكم بالكفر وتحريم المناكحة مما لا ريب فيه ولا شك يعتريه.
وبذلك يظهر لك ما في كلامه في المسالك من المجازفة حيث نقل بعض الروايات الضعيفة السند وردها بذلك ، ونقل بعض روايات «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه» ورده بما قدمنا نقله عنه ، وقد عرفت جوابه ، ونقل من جملة ذلك
__________________
ـ عليهالسلام ـ : أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، ووصلتمونا وجفانا الناس. الحديث. وفي الحديث عن إسماعيل الجعفي قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ : رجل يحب أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ ولا يتبرء من عدوه ، يقول : هو أحب الى ممن خالفه ، فقال : هو مخلط هو عدو لا تصل خلفه ولا كرامة الا أن تتقيه. والاخبار في ذلك أكثر من أن يسع المقام ذكرها ، وقد أتينا إليها في كتابنا المشار إليه في الأصل ، ومنها أخبار عديدة في تفسير قوله عزوجل «ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ» (١) ففي بعضها (٢) عن الصادق ـ عليهالسلام ـ (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) يحب بهذا قوما ويحب بهذا أعداءهم ، وفي أخرى (٣) عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ قال : لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان ، ان الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا. الى غير ذلك من الاخبار. (منه ـ قدسسره ـ)
(١) سورة الأحزاب ـ آية ٤.
(٢) مجمع البيان ج ٨ ص ٣٣٦.
(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ١٧١.