أو تكذيب له فيما أوهم أنّ له سلطانا على من ليس بمخلص من عباده ، فإنّ منتهى تزيينه التّحريض والتّدليس ، كما قال : (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) وعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا (١).
وفي كتاب معاني الأخبار (٢) ، بإسناده إلى عليّ بن النّعمان : عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) قال : ليس على هذه العصابة خاصّة سلطان.
قال : قلت : وكيف ، جعلت فداك ، وفيهم ما فيهم؟
قال : ليس حيث تذهب ، إنّما قوله : (لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) أن يحبّب إليهم الكفر ، ويبغض إليهم الإيمان.
وفي روضة الكافي (٣) : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال لأبي بصير : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ). والله ، ما أراد بهذا إلّا الأئمّة ـ عليهم السّلام ـ وشيعتهم.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير العيّاشي (٤) : عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قلت : أرأيت قول الله : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) ما تفسير هذه الآية؟
قال : قال الله : إنّك لا تملك أن تدخلهم جنّة ولا نارا.
عن أبي بصير (٥) قال : سمعت جعفر بن محمّد ـ عليه السّلام ـ وهو يقول : نحن أهل [بيت] (٦) الرّحمة وبيت النّعمة وبيت البركة ، ونحن في الأرض بنيان (٧) وشيعتنا عرى (٨) الإسلام ، وما كانت دعوة إبراهيم إلّا لنا ولشيعتنا ، ولقد استثنى الله إلى يوم القيامة على إبليس فقال : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ).
__________________
(١) أي : إذا كان المراد أن ليس له سلطان وحكم عليهم يكون الاستثناء منقطعا ، لأنّه نفى أن يكون له سلطان عليهم مطلقا. فلو كان الاستثناء متّصلا لزم أن يكون له سلطان على الغاوين ، وليس كذلك.
(٢) المعاني / ١٥٨ ، ح ١.
(٣) الكافي ٨ / ٣٥ ، ح ٦.
(٤) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٢ ، ح ١٦.
(٥) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٣ ، ح ١٨.
(٦) من المصدر.
(٧) كذا في ب ، المصدر. وفي سائر النسخ : نبيّا.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : عرس.