فقال : هم الأئمّة.
(وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) قال : لا يخرج منّا أبدا.
محمّد بن يحيى (١) ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن إبراهيم بن أيّوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) قال : كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ المتوسّم ، وأنا من بعده والأئمّة من ذرّيّتي المتوسّمون.
وفي نسخة أخرى : عن أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن أسلم ، عن إبراهيم بن أيّوب ، بإسناده ، مثله.
أحمد بن إدريس (٢) ومحمّد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ ، عن عبيس بن هشام ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عن الإمام فوّض الله إليه ، كما فوّض إلى سليمان بن داود؟
فقال : نعم.
وذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها ، وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثمّ سأله آخر فأجابه بغير جواب الأوّلين ، ثمّ قال : هذا عطاؤنا فامنن أو أعط (٣) بغير حساب وهكذا هي في قراءة عليّ ـ عليه السّلام ـ.
قال : فقلت : أصلحك الله ، فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟
قال : سبحان الله ، أما تسمع الله يقول : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) وهم الأئمّة (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) لا يخرج منّا أبدا.
ثمّ قال لي : نعم ، إنّ الإمام إذا أبصر إلى الرّجل عرفه وعرف لونه ، وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو ، إنّ الله يقول : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) (٤) وهم العلماء ، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلّا عرفه ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالّذي يجيبهم.
وفي روضة الواعظين (٥) للمفيد ـ رحمه الله ـ بعد أن ذكر الصّادق ـ عليه السّلام ـ
__________________
(١) الكافي ١ / ٢١٨ ، ح ٥.
(٢) الكافي ١ / ٤٣٨ ، ح ٣.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : أمسك.
(٤) الروم / ٢٢.
(٥) روضة الواعظين ٢ / ٢٦٦.