[قال : بلى.
قال : وما من مؤمن إلّا وله فراسة ينظر بنور الله] (١) على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه ، وقد جمع الله للأئمّة (٢) منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين ، وقال ـ عزّ وجلّ ـ في كتابه العزيز : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ). فأوّل المتوسّمين رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، ثمّ أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ من بعده ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، والأئمّة من ولد الحسين ـ عليه السّلام ـ إلى يوم القيامة.
قال : فنظر إليه المأمون فقال له : يا أبا الحسن ، زدنا ممّا جعل الله لكم أهل البيت.
فقال الرّضا ـ عليه السّلام ـ : إنّ الله ـ تعالى ـ قد أيّدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة ، ليست بملك ، لم تكن مع أحد ممّن مضى إلّا مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، وهي مع الأئمّة منّا تسدّدهم وتوفّقهم ، وهو عمود من نور بيننا وبين الله ـ تعالى ـ.
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (٣) ، بإسناده إلى أبان بن تلب قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إذا قام القائم ـ عليه السّلام ـ لم يقم بين يديه أحد من خلق الرّحمن إلّا عرفه ، صالح هو أو (٤) طالح ، و [لأنّ] (٥) فيه آية للمتوسّمين ، وهي السّبيل (٦) المقيم.
وفي كتاب معاني الأخبار (٧) : الهلاليّ أمير المدينة يقول : سألت جعفر بن محمّد ـ عليه السّلام ـ فقلت له : يا ابن رسول الله ، في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها.
قال : إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني ، وإن شئت فاسأل.
فقلت له : يا ابن رسول الله ، وبأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤال عنه؟
قال : بالتّوسّم والتّفرّس (٨) ، أما سمعت قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ). قول رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله.
__________________
(١) من المصدر.
(٢) المصدر : في الائمّة.
(٣) كمال الدين / ٦٧١ ، ح ٢٠.
(٤) المصدر : أم.
(٥) من المصدر.
(٦) المصدر : بسبيل.
(٧) المعاني / ٣٥٠ ، ح ١.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : التفريس.