(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقول : إنّ الله ـ تعالى ـ قال لي : يا محمّد (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ). فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم.
وفي كتاب التّوحيد (١) ، بإسناده إلى أبي سلام : عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : نحن المثاني الّتي أعطاها الله نبيّنا ـ صلّى الله عليه وآله ـ. ونحن وجه الله نتقلّب في الأرض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا ، ومن جهلنا فأمامه اليقين (٢).
قال الصّدوق ـ رحمه الله ـ : قوله : «نحن المثاني» ، أي : نحن الّذين قرننا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ بالقرآن وأوصى بالتّمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر أمّته أنّا لا نفترق حتّى نرد حوضه.
قيل (٣) : لعلّهم ـ عليهم السّلام ـ عدوّا سبعا باعتبار أسمائهم ، فإنّها سبعة. وعلى هذا فيجوز أن يجعل المثاني من الثّناء ، وأن يجعل من التّثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن ، وأن يجعل كناية عن عددهم الأربعة عشر ، بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتّغاير الاعتباريّ بين المعطي والمعطى له.
وفي مجمع البيان (٤) : السبع المثاني هي فاتحة الكتاب. وهو قول عليّ ـ عليه السّلام ـ. وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ.
وفي أصول الكافي (٥) : عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السّنديّ ، عن جعفر بن بشير ، عن سعد الإسكاف قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أعطيت السّور الطّوال مكان التّوراة ، وأعطيت المئين مكان الإنجيل ، وأعطيت المثاني مكان الزّبور.
أبو عليّ الأشعريّ (٦) ، عن الحسن بن عليّ بن [عبد الله ، وحميد بن زياد عن
__________________
(١) العيون / ١٥١ ، ذيل ح ٦.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : النبيّين. وفي هامش نور الثقلين ٣ / ٢٩ : كذا في النسخ ، لكن تفسير العياشي وتفسير القمّي والمنقول عنهما في البحار وغيره : «فأمامه السعير» وهو الأظهر ويحتمل التصحيف أيضا.
(٣) تفسير الصافي ٣ / ١٢١.
(٤) المجمع ٣ / ٣٤٤.
(٥) الكافي ٢ / ٦٠١ ، ح ١٠.
(٦) نفس المصدر والمجلّد / ٦٠٤ ، ح ٥.