شيء إلّا أكلته. ولو أنّ النّاس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبّونا أهل البيت ، لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم (١) في السّرّ والعلانية. رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا.
وفي تفسر العيّاشي (٢) : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) إلى (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) : فالنّحل الأئمّة ، والجبال العرب ، والشّجر الموالي عتاقه ، وممّا يعرشون ، يعني : الأولاد والعبيد ممّن لم (٣) يعتق وهو يتولّى الله ورسوله والأئمّة ، والثّمرات المختلفة (٤) ألوانه فنون العلم الّذي قد يعلّم الأئمّة شيعتهم ، و (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) يقول : في العلم شفاء للنّاس ، والشّيعة هم النّاس وغيرهم الله أعلم بهم ما هم (٥). ولو كان ، كما تزعم (٦) أنّه العسل الّذي يأكله النّاس ، إذا ما أكل منه وما شرب ذو عاهة إلّا شفي (٧) ، لقول الله ـ تعالى ـ : (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ). ولا خلف لقول الله ، وإنّما الشّفاء في علم القرآن لقوله : (نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ [لِلْمُؤْمِنِينَ) فهو شفاء ورحمة] (٨) لأهله لا شكّ فيه ولا مرية ، وأهله أئمّة الهدى الّذين قال الله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا).
وفي رواية (٩) أبي الرّبيع الشّاميّ ، عنه في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ).
فقال : رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) قال : تزوّج من قريش. (وَمِنَ الشَّجَرِ) قال : في العرب. (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) قال : في الموالي.
(يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) قال : أنواع العلم. (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ).
عن سيف بن عميرة (١٠) ، عن شيخ من أصحابنا ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : كنّا عنده ، فسأله شيخ فقال : بي وجع وأنا أشرب له النّبيذ ، ووصفه له الشّيخ.
فقال له : ما ينفعك من الماء الّذي جعل الله منه كلّ شيء حيّ؟
__________________
(١) نحل فلانا : سابّه.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ٢٦٣ ، ح ٤٣.
(٣) ب : لا.
(٤) المصدر : المختلف.
(٥) ليس في ب : ما هم.
(٦) المصدر : يزعم.
(٧) المصدر : برأ.
(٨) يوجد في المصدر مع المعقوفتين.
(٩) تفسير العياشي ٢ / ٢٦٤ ، ح ٤٤.
(١٠) تفسير العياشي ٢ / ٢٦٤ ، ح ٤٥.