وفي عيون الأخبار (١) ، بإسناده قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ الله ـ تعالى ـ سخّر لي البراق ، وهي دابّة من دوابّ الجنّة ، ليست بالقصير ولا بالطّويل ، فلو أنّ الله ـ تعالى ـ أذن لها لجالت الدّنيا والآخرة في جرية واحدة ، وهي أحسن الدّوابّ لونا.
وفي تفسير العيّاشي (٢) : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لمّا اسري بالنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ اتي بالبراق ومعه (٣) جبرئيل وميكائيل وإسرافيل.
قال : فأمسك له واحد بالرّكاب ، وأمسك الآخر باللّجام ، وسوىّ عليه الآخر ثيابه. فلمّا ركبها تضعضعت ، فلطمها جبرئيل وقال لها : قرّي ، يا براق ، فما ركبك أحد قبله مثله ، ولا يركبك أحد مثله بعده (٤) ، إلّا أنّه تضعضعت عليه.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : وروى الصّادق ـ عليه السّلام ـ عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : بينا أنا راقد بالأبطح (٦) وعليّ بن يميني ، وجعفر بن يساري ، وحمزة بين يديّ وإذا أنا بخفق (٧) بحفيف أجنحة الملائكة ، وقائل منهم يقول : إلى أيّهم بعثت يا جبرئيل؟
فقال : إلى هذا ـ وأشار إليّ ـ وهو سيّد ولد آدم (٨) ، وهذا وصيّه ووزيره وختنه وخليفته في أمّته ، وهذا عمّه وسيّد الشّهداء (٩) ، حمزة ، وهذا ابن عمّه ، جعفر ، له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنّة مع الملائكة. دعه فلتنم عيناه ولتسمع أذناه ، وليع (١٠) قلبه ، واضربوا له مثلا ملك بنى دارا واتّخذ مائدة (١١) وبعث داعيا.
فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : فالملك الله ، والدّار الدّنيا ، والمائدة (١٢) الجنّة ، والدّاعي أنا.
قال : ثمّ أركبه جبرئيل البراق (١٣) ، وأسرى به إلى بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء ، فصلّى فيها وردّه من ليلته إلى مكّة ، فمرّ في رجوعه بعير (١٤)
__________________
(١) العيون ٢ / ٣١ ، ح ٣٩.
(٢) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٧٦ ، ح ٤.
(٣) المصدر : معها.
(٤) المصدر : أحد بعده مثله.
(٥) تفسير القمّي ٢ / ١٣.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : في الأبطح.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : بحفيف.
(٨) المصدر : آدم وحوّاء.
(٩) المصدر : عمّه سيّد الشهداء.
(١٠) المصدر : ليعي. (١١ و ١٢) المصدر : مأدبة.
(١٣) المصدر : ثمّ أدركه جبرئيل بالبراق. (١٤) العير : الإبل تحمل الميرة. ثم غلب على كلّ قافلة.