وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أيّما عبد أنعم الله عليه بنعمة ، فعرفها بقلبه وحمد الله عليها بلسانه ، لم ينفد (٢) كلامه حتّى يأمر الله له بالزّيادة ، وهو قوله : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
وفي روضة الكافي (٣) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، [وعليّ بن محمد ، عن القاسم بن محمّد] (٤) ، عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : إنّ من عرف نعمة الله بقلبه ، استوجب المزيد من الله ـ عزّ وجلّ ـ قبل أن يظهر شكرها على لسانه.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
سهل (٥) عن عبيد الله ، عن أحمد بن عمر قال : دخلت على أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ أنا وحسين بن (٦) ثوير بن أبي فاختة فقلت له : جعلت فداك ، إنّا كنّا في سعة من الرّزق وغضارة من العيش ، فتغيّرت الحال بعض التّغييّر ، فادع لنا (٧) الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يردّ ذلك إلينا.
فقال : أي شيء تريدون ، تكونون ملوكا ، أيسرّك أن تكون مثل (٨) طاهر (٩) وهرثمة وأنّك على خلاف ما أنت عليه؟
__________________
(١) تفسير القمّي ١ / ٣٦٨.
(٢) المصدر : لم تنفد.
(٣) الكافي : ٨ / ١٢٨ ، ح ٩٨.
(٤) من المصدر.
(٥) الكافي ٨ / ٣٤٦ ، ح ٥٤٦.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : بن.
(٧) ليس في المصدر.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : مثله.
(٩) الطاهر هو أبو الطيّب ، أو أبو طلحة ، طاهر بن الحسين المعروف ب «ذو اليمينين» والي خراسان ، كان من أكبر قوّاد المأمون والمجاهدين في تثبيت دولته ، وهو الّذي سيّره المأمون من خراسان إلى محاربة أخيه الأمين ، محمد بن زبيدة.
وكان طاهر من أصحاب الرضا ـ عليه السّلام ـ وكان متشيّعا ، وينسب التشيع إلى آل طاهر ـ أيضا ـ وكان طاهر هو الّذي أسّس دولة آل طاهر في خراسان وما والاها سنة ٢٠٥ ـ ٢٥٩ ، وله عهد إلى ابنه وهو من أحسن الرسائل.
وأمّا هرثمة ، فهو هرثمة بن أعين الذي يروي عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ كثيرا وهو ـ أيضا ـ من قوّاد المأمون وفي خدمته ، وكان مشهورا بالتشيّع ومحبّا لأهل البيت ـ عليهم السلام ـ وهو من أصحاب الرّضا ـ عليه السّلام ـ بل من خواصّه وأصحاب سرّه ، كما يظهر من كتاب العيون.